في يوم المرأة الإمارتية، الذي يوافق 28 أغسطس من كل عام، ذكّر مركز مناصرة معتقلي الإمارات، بنضال الراحلة الإماراتية "آلاء الصديق"، ابنة معتقل الرأي في سجون أبوظبي محمد الصديق، "والتي رحلت تاركةً بصمة عمل دؤوب، ونضالاً كبيراً وفريداً في مجال حقوق الإنسان".

وقال المركز الحقوقي، إن مناسبة يوم المرأة الإماراتية لجديرة بالتذكير بالمكافحات من أجل الحريات، مشيراً إلى أنه رغم مكوثها في الغربة، كانت "آلاء الصديق" لا تعتبر نفسها لاجئة، بل ناجيةً مقاتلةً للحرية.

وأضاف: "كانت آلاء الصديق قدوة للمرأة الإماراتية القيادية الطموحة؛ فهي أول رئيسة لاتحاد الطالبات في الإمارات، ومديرة تنفيذية لمنظمة القسط لحقوق الإنسان".

وقدم مركز مناصرة معتقلي الإمارات، بعض الأبيات الشعرية بعنوان آلاء كانت حرة قال فيها:

مثل النسيم مضت تلم جراحها

تشكو لمولاها القساةَ من البشر

كالطيف كانت في حياة إبائها

مرت لتترك خلفها أحلى أثر

ترقى إلى العلياء في أحلامها

تروي سماء بلادنا مثل المطر

آلاء كانت حرةً في سيرها

واليوم في وجع يغادرنا القمر

آلا كانت حرةً، آلاء كانت درةً

آلاء كانت مرةً في حلق طاغوت قذر

للقدس قد رسمت حكاية مغرمٍ

تفدي ثرى الأقصى بقلب منتصر

في غربة عاشت تناجي ربها

ترجو لقاء قد يطول به السفر

شوقاً لوالدها تمنت حضنه

لكنها رحلت بقلب منكسر

رحلت بشوق مسافر لأمانه

ترنو إلى الجنات في أبهى الدرر

عانت من الجور الذي قد نالها

من ظالم حسب الحياة له مقر

واليوم عند العدل ترفع ظلمها

فالله ينصفها ويقصي من غدر

وغداً سيجمعها لقاءٌ خالدٌ

في ظل عفو الله جمعٌ منتظر

رباه فاجبر كسرنا بفراقها

واجعل لقاء في الجنان لمن صبر

كما قدم المركز التهنئة في هذا اليوم، إلى كل نساء الإمارات، وخاصة أولئِك القابعات خلف قضبان السجون مثل مريم البلوشي وأمينة العبدولي والمعتقلة الراحلة علياء عبد النور.

وتابع قائلاً: "توجه في يوم المرأة الإماراتية بالتحية إلى نساء الإمارات المناضلات والمعتقلات من أجل آرائهنّ، ولن ننسَ من مُتنَ من أجل الدفاع عن حرية معتقلي الرأي في الإمارات في الغربة أو داخل سجون الوطن".

وتوفيت الراحلة الإماراتية، آلاء الصديق في العاصمة البريطانية لندن، في يونيو الماضي جراء حادث سير، وشكلت وفاة آلاء صدمة عميقة في الوسط الحقوقي الإماراتي والعالمي بشكل عام.

وأسقطت السلطات في أبوظبي الجنسية عن الصديق، عقابا لها على نشاطها، فيما حاول محسوبون على النظام اختلاق رواية لوفاتها، يزعمون فيها أنها كانت بصدد العودة إلى البلاد، وأن "إرهابيين" قتلوها إثر ذلك، وهو ما أثار المزيد من الشبهات حول تورط السلطات الإماراتية.

وشغلت آلاء منصب المدير التنفيذي لمنظمة القسط لحقوق الإنسان ومقرها المملكة المتحدة، وهي منظمة غير ربحية تدافع عن حقوق الإنسان في منطقة الخليج، وهي ابنة الناشط الإماراتي المعتقل الدكتور محمد الصديق، الذي جُرد من جنسيته بسبب مطالبته السلمية بالإصلاح.

وعاشت آلاء في المنفى في المملكة المتحدة منذ بداية عام 2019 وقد ناضلت بشجاعة للإفراج عن والدها وجميع النشطاء الذين يقبعون في سجون أبوظبي، وحاربت بلا خوف ضد الظلم في كل مكان.