إنتشر فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي للشهيد سلطان الكتبي أثناء حواره مع مجموعة  من وجهاء وشخصيات عدن إبان عمل القوات الإماراتية هناك فور تحرير المدينة.

وقال الشهيد في كلامه الموجه للشخصيات المشاركة في الاجتماع:" حصلت بعض المشادات مع المواطنين وأنتم كممثلين للحكومة نريد منكم أن تتفهموا أن هدفنا هو مساعدة الشعب الجنوبي، لقد ضحينا بأهلنا واخواننا في سبيل ذلك ومن غير المعقول أن نقوم بالاعتداء على أي منكم، نحن فقط نريد أن نساعدكم".

ويظهر الشهيد في كلامه حرصه على مشاعر المواطنين في عدن وطلبه منهم أن يقوموا بمساعدة قوات التحالف في عملها، مضيفاً أن مهمة القوات الأساسية هناك تتمثل في حماية أمن مطار عدن.

ويبدو أن اللقاء جاء بعد مشادة حصلت مع بعض المواطنين في مطار عدن إبان نقل بعض الجرحى إلى مستشفيات الدولة، حيث قال الشهيد الكتبي:" نركز جهودنا حالياً على نقل الجرحى وتأهيل المطار وحمايته ومن غير المعقول أن نقوم بكل الأعمال الأخرى كإطعام الناس أو تأهيل الجرحى وغير ذلك".

وأكد أن قوات التحالف تركز جهودها على تأمين الحركة في المطار وأن هناك شركات قادمة من مطار أبوظبي لإصلاح المطار وتأهيل أنظمته وصولاً إلى مرحلة تشغيل المطار للمدنيين.

وفي كلامه أيضاً أضاف العقيد الكتبي أن قوات التحالف قامت بنقل عدد من الجرحى إلى أبوظبي للعلاج عن طريق المطار ولكن استعجال بعضهم بالقدوم مبكراً إلى المطار بدل الموعد المحدد أدى إلى حدوث ارتباك كبير بعد أن علم الجميع بسفر بعض الجرحى إلى العلاج ما دفع كثيراً من جرحى المدينة إلى التوجه إلى المطار من أجل السفر لتلقي العلاج.

ويظهر الشهيد في كلامه الكثير من الحرص على الناس ومشاعرهم وتأكيده مراراً على عدم سعي القوات المسلحة لايذاء أي أحد أو إحداث الضرر له، لكنه طلب في الوقت نفسه من المواطنين مساعدة القوات الإماراتية وتسهيل عملها عن طريق التنظيم واتباع التعليمات خاصة في تلك الفترة الحساسة بعد تحرير المدينة الجنوبية. 

والشهيد سلطان الكتبي،43 عاماً،أحد منتسبي القوات المسلحة، أب لثلاثة أبناء وأربعة بنات من سكان إمارة الشارقة، يعرف بطيب أخلاقه وبشاشته الدائمة بين جيرانه، وكانت آخر مكالماته لأهله في الليلة التي سبقت استشهاده حيث أكد على شوقه للعودة إلى الوطن واحتضان أبنائه بعد غياب طويل.

يذكر أن للشهيد الكتبي ثلاثة أشقاء في القوات المسلحة أحدهم الرائد سعيد الكتبي والذي يعمل ضمن صفوف القوات المسلحة في اليمن الآن.

وذكر بعض معارف الشهيد أنه ساهم في إسلام مجموعة من الوافدين على يديه أحدهم استرالي وقد شارك بعضهم في جنازته وحضروا مراسم دفنه.

ولعل هذه المواقف من الشهيد وحرصه على خدمة الناس هو ما دفع الكثير من المواطنين إلى الخروج في جنازته بأعداد كبيرة في منطقة الذيد بإمارة الشارقة في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر مشاركة الناس الكبيرة في تشييع جنازته بعد استشهاده في اليمن.

ويثبت الشهيد الكتبي خيرية أبناء هذا الوطن وعظمة نفوسهم وإباء إنسانيتهم وشعورهم العالي بالغير لإثبات صدق نية الإماراتي وإخلاصه للناس ووطنه.

ويبقى التساؤل قائماً إلى متى تستمر تضحيات أبنائنا خارج الدولة والدولة تحتاج لمثل هذه النفوس الصافية لخدمة الوطن والمواطنين في هذه الظروف.