أحدث الأخبار
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد

وما أدراك ما التأويل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-10-2019

وما أدراك ما التأويل! - البيان

حينما أصدر الروائي نجيب محفوظ روايته الشهيرة «أولاد حارتنا» في خمسينيات القرن العشرين، وبدأت تظهر متسلسلة في جريدة الأهرام في عهد الرئيس عبدالناصر، واجهت موجة غضب شديدة من قبل الأزهر وجماهير القراء، ما قاد إلى منع استكمال نشرها، لقد تم تأويل الرواية تأويلاً دينياً أسخط الناس وقاد السلطة السياسية إلى تدارك الأمر بمنع الرواية، وهكذا ظلت ممنوعة من النشر في مصر ما يقارب العشرين عاماً!

«أولاد حارتنا» التي منعتها السلطات المصرية، واتهمت كاتبها بالزندقة والكفر؛ لأن الرقيب الذي قرأ النص وأوّله تأويلاً دينياً صرفاً اعتبرها رواية خطيرة من حيث كونها تسيء للدين وتستحضر بشكل غير مقبول قصة الأديان والأنبياء في علاقتهم بالخالق، هذه الرواية كانت تُنشَر ويتم تداولها بسلاسة في لبنان مثلاً!

لقد بدا الأمر غريباً بعض الشيء ومستهجناً جداً، إلا أن قرار الخميني بجواز قتل الكاتب البريطاني من أصل هندي «سلمان رشدي» بسبب روايته آيات شيطانية، ومن ثم مشهد طلاب الأزهر وهم يتظاهرون منددين ومطالبين بمنع رواية «وليمة لأعشاب البحر» للروائي السوري حيدر حيدر نهاية سنوات التسعينيات أعاد إلى الذاكرة جذر الحكاية!

حكاية سجن ناشر بسبب رواية أو منع رواية متداولة أو كتاب ملقى على أرفف كل مكتبات العالم، وتأويله ذلك التأويل الخطير الذي يذهب إلى أبعد مما يمكن أن يخطر ببال أحد، فيبيح البعض (كما الخميني مثلاً) قتل الكاتب، أو سجنه أو سحب كتابه من المكتبات أو منع نشره وتداوله، إضافة لاتهامات التكفير والتخوين ونشر أسرار الدولة و... إلخ.

إنه التأويل أو القراءة الخاطئة التي لا زالت بعض أجهزة الرقابة تمارسها، وتتمسك بها خوفاً من سلطة الكلمة وسطوة الفكرة، وحذراً مما يمكن أن يكون مختفياً خلف الحروف، ومحاربة لأصحاب الإبداع، واستدعاء لعقلية محاكم التفتيش أيام حروب الاسترداد في إسبانيا نهاية القرن الخامس عشر! هذا التأويل الذي لا يمكننا منعه لكن من حقنا أن نطالب بمنع الرقيب من إطلاق العنان لعقله.