أحدث الأخبار
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد

إيران وبركان الطائفية

الكـاتب : عائشة المري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

قال الرئيس الأميركي أوباما، إن الصراع ‬‬‬الدائر في العراق هو نتيجة للانقسامات الطائفية التي تفاقمت، وإن شعب العراق وقياداته بيدهما تجاوز هذه الخلافات، وتلاقت تصريحات الرئيس الأميركي مع دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تحظى «بإجماع قومي عريض وتتجاوز أخطاء الماضي»، فهل أصبحت أيام نوري معدودة؟ هل حان وقت البحث عن مرشح مستقبلي لخلافة المالكي يكون قادراً على مد يده سياسياً للسنة ويعيد تجميع خريطة العراق؟

تجمع التحليلات السياسية على أن سقوط الموصل وتمدد «داعش» مرتبطان بشكل أساسي بسياسة التهميش للسنة التي مورست منذ سقوط بغداد عام 2003، فالتزاوج بين مقاتلي «داعش» والعشائر في المناطق السنية كان نتيجة منطقية للتمييز الطائفي رغم الاختلافات الإيديولوجية بينهما، إلا أن غزوة «داعش» في العراق لا تهدد العراق فقط بالتقسيم إلى ثلاثة كيانات للسنة والشيعة والأكراد، ولكنها تهدد بإعادة تشكيل خرائط دول المنطقة، وهو ما يجعلها تهديداً استراتيجياً مستقبلياً، ويبقى تساؤل حول تأثير التقسيم الطائفي وخلط الأوراق في العراق على دول الجوار، خاصة إيران.


إن الحديث عن التقسيم الطائفي- العرقي لبلاد الرافدين أعاد تسليط الضوء على الفسيفساء العرقية والدينية في إيران، فإعادة رسم خريطة العراق ستنعكس بشكل مباشر على دول الجوار، وستشعل البراكين الهامدة في المنطقة، وإن انتقلت من التنظيرات السياسية إلى أرض الواقع ستنعكس على خريطة الجمهورية الإيرانية بشكل مباشر، فكيف ذلك؟

تؤدي عوامل المذهب والعرق والجغرافيا والتاريخ لوضع الأقليات العرقية والمذهبية في إيران في دائرة الشك، فمن الناحية الجغرافية تتوزع الأقليات في مناطق تتداخل حدودها تاريخياً مع جيرانها كالعراق وتركيا شرقاً، وأفغانستان وباكستان غرباً، وأذربيجان وأرمينيا شمالاً، ودول الخليج العربية جنوباً، وهي دول تتسم علاقتها بإيران أحياناً بالعداء أو التوتر أو المنافسة. ولكن حتى الآن لم تشكل النزعات الاستقلالية لبعض الأقليات في إيران خطراً آنياً على النظام الإيراني، فالتوازنات الإقليمية لم تكن تصب في مصلحة هذه الأقليات، خاصة الكردية والبلوشية والعربية، إلا أن التطورات المتلاحقة في العراق والتشنج الطائفي وخرائط «داعش» واستقلال المناطق الكردية العراقية الفعلي، كلها عوامل قد تفضي إلى إطلاق «ثورة أقليات» في المنطقة، وستنتقل معها النزعة الاستقلالية إلى أقليات دول الجوار، ما من شأنه أن يفتح على إيران بوابة الجحيم. إن ما يثير قلق النظام الإيراني، بشكل مستمر، هو شبح نشوب نزاعات داخلية مسلحه ذات طابع اثني أو عرقي في الجسد الإيراني، فخطر انجراف إيران إلى حرب أهلية أو إلى صراع عرقي أو طائفي، أصبح بشكل متزايد هاجساً أمنياً، وبالتالي فتنامي أعمال العنف على حدودها الغربية وارتفاع حدة الصراع الطائفي العنيف بين السنة والشيعة في العراق، يحمل على المدى المتوسط قدراً كبيراً من المخاطر المحتملة لسلامة ووحدة الأراضي الإيرانية.

وعوْداً على بدء، إن إيران رغم الانغماس في الشأن العراقي سياسياً وعسكرياً، تعتبر أكبر الخاسرين في الأحداث الأخيرة بالعراق، فتحالف حكومة المالكي مع إيران جر العراق دولة وشعباً إلى نتائج كارثية، وسيفضي استمرار التحالف الدموي إلى تقسيم العراق واقتصار السيطرة الإيرانية على المناطق الشيعية، بينما قد يتعاظم خطر «داعش» في المناطق السنية وخطر انفصال أكراد إيران، أو أن تتولى زمام الأمور في بغداد حكومة وحدة وطنية تنأى عن طهران، ما يعني تراجع النفوذ الإيراني في العراق. ورغم ذلك، فلا تزال لإيران مصلحة مباشرة في الإبقاء على العراق دولة موحدة تحت سيطرتها، وهي على استعداد للتعاون مع الولايات المتحدة لضرب «داعش» وضمان بقاء العراق حتى لو تطلب ذلك إطاحة حكومة المالكي مع الإبقاء على حلفائها الشيعة في الحكم.