أحدث الأخبار
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد
  • 01:50 . عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران... المزيد
  • 01:47 . دبي.. السكان يشتكون من تأجير المواقف وفرض غرامات "غير قانونية"... المزيد
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد
  • 11:52 . الرئيس السوري يتقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد

جريمة عنصرية!

الكـاتب : أماني محمد
تاريخ الخبر: 30-11--0001

لو كانت الجريمة لسيدة أجنبية في إحدى دول الخليج لرأينا الدنيا تقف ولا تقعد بحثاً عن القاتل والتشهير بالعنصرية لدى المسلمين. وربما تطرق الأمر إلى تدخل شخصيات سياسية، ولكن الإنسان العربي يبدو أنه بلا قيمة، فالقاتل العنصري مارس حقده، وماتت الفتاة ببساطة وهدوء، وكأن شيئاً لم يكن. وهذه الجريمة تكرار لما حدث مع الفتيات الإماراتيات اللاتي باغتهن مجرم بمطرقة.


العنصرية انعكاس للكراهية، ودليل على رفض الآخر، لكن أن يتحول الأمر إلى قتل مع سبق الإصرار، فهنا نحن بحاجة إلى استيعاب هذه الكارثة.

فقد انشغل مفكرونا العرب بتفكيك خطاب الإرهاب بمضمونه الاجتماعي، وغفلوا تفكيك الخطاب العنصري لدى الغرب، والإجابة عن سؤال: لماذا نحن بالذات؟ لماذا لم يمارس الغرب عنصريته ضد الهندوسي أو اليهودي أو أية ملة أخرى؟ لماذا كان المسلمون العرب هم الضحية دائماً رغم أن دولاً غربية استعمرت دولاً إسلامية ونهبت خيراتها لعقود طويلة، ولا زالت تمارس استغلالها تحت ستار أو عناوين مختلفة هذه المرة؟

فالخطاب العنصري لديه من الإقصاء والعنف ما يجعلنا نستغرب كيف يدعي الغرب كل هذا الانفتاح على مختلف الثقافات وينادي بالتعددية الفكرية ويدعو إلى الإيمان بها، وفي الوقت ذاته، يرمي بتهمة الإرهاب على كل المسلمين دون استثناء؟! ويأتي هذا أيضاً رغم أن كثيراً من المفكرين الغربيين فسروا ظهور «القاعدة» كتنظيم إرهابي بممارسات دولهم التي اضطهدت الشعوب العربية وأرادتهم بلا إرادة أو علم أو نهضة فعلية.

فازدواج المعايير الغربية جعل من تمدد الخطاب المتوازن الذي يبدي احتراماً للجميع على حد سواء أمراً لم يصل إلى المسلمين، ولم يعبر حقيقةً عن ضرورة استيعاب الدين الإسلامي كدين سمح لا يأمر بالقتل أو الاعتداء على أي كان.

صار هناك تكريس لفكرة الإرهاب، وأن المسلم إرهابي حتى إشعار آخر، وهذا ما فعله قاتل الفتاة البريئة، حيث إنه طبّق كل ما تلقاه من إعلام مضلل ومارس العنف، ليعكس حقيقة ما يجول في صدره من غلٍ وكراهية لا مبرر لها البتة.

هذا الإجرام الممارس ضد المسلمين ليس حالة فردية لا يمكن القياس عليها، بل نموذج يعكس حقيقة ما وصل إليه الإعلام الغربي وحقيقة خطابهم المتشدد ضدنا.

بالتأكيد أننا نتحمل جزءاً من المسؤولية حين عاملنا الغرب دائماً أنهم الأفضل، وأن الاحترام المفروض لهم واجب منا وحق لهم، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على نظرتهم لنا، والتي بالإمكان لمسها حتى لدى الغربي الذي يعيش بين ظهرانينا، والذي يحسب أنه الأفضل لشدة ما يرى من تسامح.

فلا شيء أفضل من الندية، فالمساواة في التعامل مع الجميع هي الأمر الوحيد الجدير بفرض الاحترام من كلا الطرفين، وهو الأمر الذي بالضرورة سيتطرق لخطابهم العنصري وتخفيف من حدته، ويجعلهم يعيدون النظر في محتواه ونتائجه.