أحدث الأخبار
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد

جريمة عنصرية!

الكـاتب : أماني محمد
تاريخ الخبر: 30-11--0001

لو كانت الجريمة لسيدة أجنبية في إحدى دول الخليج لرأينا الدنيا تقف ولا تقعد بحثاً عن القاتل والتشهير بالعنصرية لدى المسلمين. وربما تطرق الأمر إلى تدخل شخصيات سياسية، ولكن الإنسان العربي يبدو أنه بلا قيمة، فالقاتل العنصري مارس حقده، وماتت الفتاة ببساطة وهدوء، وكأن شيئاً لم يكن. وهذه الجريمة تكرار لما حدث مع الفتيات الإماراتيات اللاتي باغتهن مجرم بمطرقة.


العنصرية انعكاس للكراهية، ودليل على رفض الآخر، لكن أن يتحول الأمر إلى قتل مع سبق الإصرار، فهنا نحن بحاجة إلى استيعاب هذه الكارثة.

فقد انشغل مفكرونا العرب بتفكيك خطاب الإرهاب بمضمونه الاجتماعي، وغفلوا تفكيك الخطاب العنصري لدى الغرب، والإجابة عن سؤال: لماذا نحن بالذات؟ لماذا لم يمارس الغرب عنصريته ضد الهندوسي أو اليهودي أو أية ملة أخرى؟ لماذا كان المسلمون العرب هم الضحية دائماً رغم أن دولاً غربية استعمرت دولاً إسلامية ونهبت خيراتها لعقود طويلة، ولا زالت تمارس استغلالها تحت ستار أو عناوين مختلفة هذه المرة؟

فالخطاب العنصري لديه من الإقصاء والعنف ما يجعلنا نستغرب كيف يدعي الغرب كل هذا الانفتاح على مختلف الثقافات وينادي بالتعددية الفكرية ويدعو إلى الإيمان بها، وفي الوقت ذاته، يرمي بتهمة الإرهاب على كل المسلمين دون استثناء؟! ويأتي هذا أيضاً رغم أن كثيراً من المفكرين الغربيين فسروا ظهور «القاعدة» كتنظيم إرهابي بممارسات دولهم التي اضطهدت الشعوب العربية وأرادتهم بلا إرادة أو علم أو نهضة فعلية.

فازدواج المعايير الغربية جعل من تمدد الخطاب المتوازن الذي يبدي احتراماً للجميع على حد سواء أمراً لم يصل إلى المسلمين، ولم يعبر حقيقةً عن ضرورة استيعاب الدين الإسلامي كدين سمح لا يأمر بالقتل أو الاعتداء على أي كان.

صار هناك تكريس لفكرة الإرهاب، وأن المسلم إرهابي حتى إشعار آخر، وهذا ما فعله قاتل الفتاة البريئة، حيث إنه طبّق كل ما تلقاه من إعلام مضلل ومارس العنف، ليعكس حقيقة ما يجول في صدره من غلٍ وكراهية لا مبرر لها البتة.

هذا الإجرام الممارس ضد المسلمين ليس حالة فردية لا يمكن القياس عليها، بل نموذج يعكس حقيقة ما وصل إليه الإعلام الغربي وحقيقة خطابهم المتشدد ضدنا.

بالتأكيد أننا نتحمل جزءاً من المسؤولية حين عاملنا الغرب دائماً أنهم الأفضل، وأن الاحترام المفروض لهم واجب منا وحق لهم، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على نظرتهم لنا، والتي بالإمكان لمسها حتى لدى الغربي الذي يعيش بين ظهرانينا، والذي يحسب أنه الأفضل لشدة ما يرى من تسامح.

فلا شيء أفضل من الندية، فالمساواة في التعامل مع الجميع هي الأمر الوحيد الجدير بفرض الاحترام من كلا الطرفين، وهو الأمر الذي بالضرورة سيتطرق لخطابهم العنصري وتخفيف من حدته، ويجعلهم يعيدون النظر في محتواه ونتائجه.