أحدث الأخبار
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد

الملهم صلى الله عليه وسلم

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 14-06-2016


شاركت بدعوة كريمة من مؤسسة راف الخيرية خلال الأسبوع الماضي في ندوة مع الدكتور محمد العوضي حول منهج النبي صلى الله عليه وسلم في بناء دولة المدنية ضمن فعاليات "الملهم" برنامجهم الرمضاني لهذا العام، في إطار البحث لهذا الموضوع كان أمامي اختياران، إما أن أقرأ ما كتب حول النبي صلى الله وعلم سياسيا، أو أن أقرأ في السيرة مباشرة، اخترت الخيار الثاني وأبحرت في سيرة ابن هشام الزاخرة، والحق يقال إن البحث في السيرة يدخلك في بحر عميق مليء بالكنوز تضيع في تفاصيله وبهاء مناظره ومواقفه، ولأن موضوع الندوة كان محددا ركزت على تلك الفترة المفصلية حين وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وبدأ في ترسيم القواعد السياسية لإدارة هذا الكيان الجديد المتنوع عرقيا ودينيا والمهدد من محيط متقلب يناصب دعوة الإيمان العداء.
من أجمل ما وقفت عليه الوعي العالي لدى النبي صلى الله عليه وسلم بالظروف الاجتماعية والسياسية ليس في مكة والمدينة فحسب، بل على مستوى المنطقة، فها هو يرسل وفدا سياسيا دائما إلى النجاشي حيث تتهيأ الظروف لكسب حليف إقليمي قوي، ويخاطب الملوك من حوله بلغة دبلوماسية عميقة، ويختار أن يجلس إلى ناس من أهل المدينة قدموا إلى مكة ليحدثهم عن دين الله عز وجل لأنهم في حالة تنافس اجتماعي اليهود طرف فيه، ولأن اليهود أمضوا عقودا يهددون أهل المدينة بالنبي الذي يظهر فيها وكيف أنهم سيقتلونهم معه، وبذلك فإن أهل المدينة حصلت لهم التوطئة اللازمة ليقبلوا بظهور هذا النبي ودعوته ويسابقوا إلى اتباعه، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بحاجة إلى ممارسات سياسية بشرية وهو يوحى إليه وترافقه معية الله في كل خطوة، ولكن حياة النبي صلى الله عليه وسلم منهج لنا نستقي منه مبادئنا الأخلاقية ومواقفنا العملية ونتلمس من خلاله طريقنا في هذه الدنيا، ومن ذلك هذا المنهج السياسي العميق.
منهج النبي صلى الله عليه وسلم السياسي كان مبنيا على مجموعة عوامل، منها الشورى، فقد روى الشافعي عن أبي هريرة رضي الله عنه: "ما رأيت أحدا أكثر مشاورة لأصحابه من النبي صلى الله عليه وسلم"، وكان من منهجه تغليب الصلح على العمل العسكري متى كان الأول ممكنا كما كان منه صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وهو في موضع قوة، وكان من هذه العوامل الاعتراف بالتنوع في المجتمع وتذويب الطبقية الاجتماعية، كما كان منه صلى الله عليه وسليم حين آخى بين المهاجرين والأنصار وحين رفع بعض المنتمين إلى الأقليات العرقية إلى مصاف القيادة، وعوامل أخرى كثيرة وفرت لنا منهجا متكاملا في إدارة الدولة والكيان السياسي.
أما أولئك الذين يحاولون أن يكيفوا السيرة بحيث تتطابق مع التصورات الغربية للدولة فلهم نقول إننا كمسلمين نبحث عن المنهج أصالة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فإن توافق شيء منها مع اجتهاد بشري أخذنا منه، كما كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم من حلف الفضول ولكن العمل ما زال في أوله لاستيعاب هذا المنهج وتطبيقاته في عصرنا، الأولون تعرفوا على هذا المنهج وألفوا فيه المؤلفات مثل الأحكام السلطانية للماوردي والغياثي للجويني والسياسة الشرعية لابن تيمية، وتلمس هذا المنهج ابن خلدون في مقدمته، فتركوا لنا تراثا مهما يحتاج اليوم لاستكمال حتى نستلهم من السيرة العطرة جانبا أساسيا من فهمنا لحياتنا في ظل الفتن والتشويه المستمر لمفهوم الدولة في الإسلام.;