أحدث الأخبار
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد

«البطل الأوحد..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 14-06-2016


الذي يقرأ في التاريخ العربي وطريقة تدوينه، يشعر بأن مدونيه كانوا يُعجبون بالشخصيات ويحبونها إلى درجة تجعلهم دائماً ينسبون الأعمال إلى بطولة الشخص الواحد، فحين تقرأ على سبيل المثال سيرة المظفر صلاح الدين، رحمه الله، تجد أن الأفعال التاريخية التي حدثت في فترته منسوبة إلى الفرد، صلاح الدين تقدم نحو القدس بالتاريخ الفلاني، وحاصر أسوارها بالتاريخ الفلاني، وحررها من أسرها الأول بالتاريخ الفلاني، وهكذا.. حتى إن الصورة الذهنية لديك ترسم جيشاً كاملاً للعدو في وجه شخص واحد.

المعنى والكناية في الألفاظ مفهومة بالطبع للقارئ البالغ الكبير، المدرك للغة واستخداماتها والمقصود منها، ولكن في أدب الأطفال الأمر يختلف تماماً، فهو يرسم صورة ذهنية تشبه صورة سوبرمان أو سبايدرمان الذي يحارب الشر بمفرده، فالسرد التاريخي للحدث لا يتحدث عن الأطباء الذين كانوا معه، المهندسين، العلماء، الخطاطين.. المجموعة التي عملت بروح الفريق لكي تحقق مع قائد ما معجزة أو إنجازاً أو فتحاً نفتخر به.

حتى في طريقتنا لغرس القدوة في نفوس أبنائنا، كلنا أنا وأنت نحدثه عن صلاح الدين كقدوة وننسى أن نحدث الطفل عن المجموعة التي استردت القدس كمشروع جماعي، نحدثه عن عمر المختار كأسد قاوم الاحتلال الإيطالي الظالم لليبيا، لكننا لا نحدثه عن المجموعة الجميلة التي أذلت المستعمر في الصحراء وتبادلت الأدوار بين أفرادها للقيام بهذه الملحمة الجميلة.. نحدثه عن الإمام أبوحنيفة لكننا لا نحدثه عن النظام القوي للشورى وتبادل المسائل بين أبوحنيفة وطلابه والخروج في النهاية بفتوى عمل الجميع عليها حتى حلت إشكالاً وذللت صعاباً لايزال الناس يحمدون جهودهم عليها إلى اليوم.. ولهذا فمعذورون أطفال مجتمعاتنا حين يكبرون وكل منهم يريد أن يصبح «رأساً» حين ترى بلداً يتمزق، لأن عدة مفاليع لا يستطيعون أن يجلسوا إلى طاولة واحدة ويتفقوا على ردة فعل واحدة تقودهم إلى بر الأمان جميعاً، ويستفيد الجميع في تلك المعادلة البسيطة، فهي لأن في داخل كل منهم رغبة في أن يكون البطل الأوحد، كل منهم يريد أن يُخلد في كتب التاريخ كما تم تخليد الأبطال من قبله.

هل سمعت عن بطل يسمى «المجموعة التي قاومت البرتغاليين في ساحل عمان» على سبيل المثال؟! لا يمكن، يجب أن يكون لدينا بطل واحد واسمه «سيف اليعربي»، لكي تنسب إليه القصص التي نربي عليها الأبناء.. وهكذا وفي فترات الإحباط وزيادة جرعة ما يُعطى لهم أملاً في التغيير، نكتشف أننا نزرع فيهم حباً للظهور ليكونوا ـ كأفراد ـ خالدين لا كجماعات، ولا كفئة أنجزت أمراً ما.. فتضيع فضيلة العمل الجماعي، وتضيع قصة الرماح المجتمعة والمتفردة السخيفة في طموحات قصص روايات مارفل.

من أين يبدأ التغيير؟ بتغيير طرق رواية تراثنا الجميل.. بأن نعرف حين نروي القصة كيف نقولها.. بأن تبدأ القصص بالمجموعة والجماعة وتجعلها هي التي تحصل على دور البطولة الرئيسة، ثم لا بأس بأن نعرج على نماذج فردية من الذين أسهموا في تحقيق هذه البطولة الجماعية بقيادتهم للمنجز.. من السهولة أن تعثر بين أبنائك على عشرة يحملون صفات صلاح الدين، لكن الصعب هو أن تحصل على مجموعة تشبه تلك المجموعة التي كانت تحيط بصلاح الدين.. أولئك الذين رفعوه على ظهورهم وخلدوه بصرخاتهم.. حتى عبر من فوق الأسوار!