أحدث الأخبار
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد
  • 01:50 . عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران... المزيد
  • 01:47 . دبي.. السكان يشتكون من تأجير المواقف وفرض غرامات "غير قانونية"... المزيد
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد
  • 11:52 . الرئيس السوري يتقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد

تهيئة الوعي الجماهيري لقبول التطبيع

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 30-04-2020

كان بود الإنسان أن يكتب عن الجوانب المشرقة الروحية والنفسية والقيمية الأخلاقية الكامنة في فريضة صوم شهر رمضان المبارك، الذي أطل علينا منذ بضعة أيام.
لكن أبى البعض في الخليج العربي، إلا أن يحرفنا عن المشاركة في تلك المهمة المحببة إلى النفس، والانخراط في أجواء رمضان العابقة بسمو الروح فوق المماحكات، والصراعات الغريزية، التي تملأ حياة العرب في اللحظة التي يعيشونها. فالبعض في هذا الخليج المنهك مصرون على دفعه إلى ممارسة ظاهرة سياسية ـ ثقافية، محيرة للعقل، وباعثة على الاستغراب، تتلخص في تراجع كارثي في الالتزامات القومية والدينية والإنسانية تجاه الشعب العربي الفلسطيني.
وللتذكير، وباختصار شديد، بدأت الظاهرة، بغض النظر عن زيارات بعض الأفراد والجماعات للكيان الصهيوني، ومصافحة أيادي كل أنواع المجرمين الصهاينة من الذين استباحوا وقتلوا ودمروا الحياة الفلسطينية عبر سبعين سنة. ثم أعقب ذلك قيام البعض بخطوات تنسيقية تطبيعية تعاونية، مع مؤسسسات الاستخبارات الصهيونية ومع أشكال من مؤسسات الحكم والمجتمع المدني الصهيونية.
ثم توالت أنواع من الدعوات الرسمية لجهات صهيونية، رسمية وغير رسمية، للمشاركة في مؤتمرات دولية تقام هنا أو هناك، وليقوم أولئك الصهاينة بعد ذلك بزيارات علنية لشتى المعالم السياحية، من أجل التأكيد على أن ظاهرة التطبيع أصبحت نشاطا اعتياديا في هذا الجزء من الوطن العربي. وعندما تباهى رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم، بأنه على اتصال دائم مع بعض المسؤولين العرب، لم يصدر تكذيب رسمي، ما استوجب طرح ألف سؤال وسؤال عما وراء ذلك، وعما إذا كان بعض الخليج العربي قد أصبح يقوم بالوكالة، تحت الضغط والابتزاز، لتحقيق رغبات جهات استعمارية خارجية، أبرزها اللوبي الصهيوني، في نظام الحكم الأمريكي، وهو اللوبي إياه الذي ادعى بأنه يعد لتقديم مقترح «صفقة القرن» بالتنسيق مع جهات عربية، بما فيها جهات خليجية.

محاولة لتهيئة الوعي الشعبي العربي، لقبول التطبيع والتعايش مع الكيان الصهيوني من خلال الثقافة الإعلامية

لم يكتف ذاك البعض، وهو في جميع الأحوال يمثل أقلية محدودة، ولا يملك شرعية أو حق اتخاذ قرارات، مثل خطوات التطبيع تلك، بذاك التخبط العبثي في الجانب السياسي من قضية العرب الأولى، قضية الصراع الوجودي العربي الصهيوني، وإنما انتقل مؤخرا ليهيئ الوعي الشعبي العربي، لقبول التطبيع والتعايش مع الكيان الصهيوني من خلال الثقافة الإعلامية. وهكذا، ومع بداية هذا الشهر الفضيل، فوجئنا بعرض مسلسلات رمضانية مثيرة للجدل، مليئة بالأخطاء التاريخية المضللة، غير مقنعة بأهدافها المعلنة، تتناول جانبا من جوانب تاريخ الصراع العربي ـ الصهيوني بشكل فيه الكثير من الشبهات. وسواء أقصد كاتبو المسلسلات ومنتجوها والقائمون بتمثيل أدوارها، التناغم مع بعض الإدعاءات الصهيونية؟ أم لم يقصدوا، فإنهم يطرحون موضوعا محببا للقوى الصهيونية العالمية، موضوع الادعاء الصهيوني الكاذب بأن اليهود العرب كانوا مضطهدين، وبأنهم بالتالي اضطروا للهجرة إلى الكيان الصهيوني لحماية أنفسهم، وبأنه مثلما قبل الكيان الصهيوني استقبال المهاجرين اليهود العرب، فعلى العرب أن يشجعوا الشعب الفلسطيني على ترك وطنهم للصهاينة والعيش في البلاد العربية التي يختارونها.
هكذا يريد الصهاينة أن تختلط الأوراق، وأن يقتنع الإنسان العربي في أعماق وعيه بأن الموضوع الفلسطيني، ليس أكثر من صفقة تبادل وينسى أن الوجود الصهيوني في فلسطين هو هجمة استعمارية، مبنية على أساطير دينية خرافية، لاحتلال أرض شعب عربي عاش فيها عبر آلاف السنين، بل للتوسع التدريجي لإقامة دولة «إسرائيل» التوراتية من النيل إلى الفرات، مضافا إلى تلك المطالب في الآونة الأخيرة حق اليهود للرجوع إلى شبه الجزيرة العربية، لاسترجاع ما فقدوه عند قيام الحكم الإسلامي. إن عرض تلك المسلسلات في هذه اللحظة التي تتكالب فيها كل قوى الشر في العالم، بقيادة نظام الحكم الأمريكي الحالي، لإنهاء الموضوع الفلسطيني برمته، والخضوع التام للمنطق الصهيوني الاستعماري المدعي بحقه المقدس في سرقة أرض فلسطين العربية، هو خروج تام، قصد كتابها ومخرجوها وممثلوها أم لم يقصدوا، عن الالتزامات العروبية والدينية والإنسانية تجاه شعب فلسطين العربي.
المطلوب هو تقديم اعتذار لإخوة لكم اعتقدوا عبر السنين بأن إخوانهم وأخواتهم في العروبة والدين سيكونون لهم الحصن الحصين، الذي سيساندهم في استرجاع أرضهم، إذا بهم يبتلون بخطوات متنامية تطبيعية تطعنهم في الظهر. هل نتجنى؟ اسألوا الشيخ والعجوز والأرملة واليتيم والأسير الفلسطيني، فلعل دموعهم وزفراتهم تنير ألق العدالة في قلوب المطبعين القاسية. وتذكروا في هذا الشهر الفضيل بأن هناك رب الحق والقسط والميزان الذي يراقب ويسجل.