أحرز زعيما الطرفين المتحاربين في ليبيا بعض التقدم في محادثات سلام غير مباشرة في موسكو يوم الاثنين لكنهما فشلا في التوصل إلى اتفاق حول هدنة دائمة وغير مشروطة.

ومسعى السلام التركي الروسي، الذي يجمع الزعيمين للمرة الأولى منذ نحو عام، هو أحدث محاولة لإنهاء حالة الفوضى المستمرة في ليبيا منذ الإطاحة بحكم معمر القذافي في 2011.

وقال دبلوماسيون روس إن خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا التي تسعى للسيطرة على العاصمة طرابلس وفائز السراج الذي يرأس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس موجودان في موسكو.

وأفادت وسائل إعلام روسية، أن السراج، وحفتر، لم يلتقيا في العاصمة موسكو التي يجري فيها محادثات غير مباشره برعاية روسية تركية.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" عن مصدر روسي مشارك بالمحادثات أنه من المتوقع ألّا يشارك السراج وحفتر في مؤتمر برلين.

وأضاف المصدر أن "السراج وحفتر الذين قدما إلى موسكو على رأس وفدين للمشاركة في مباحاث غير مباشرة لم يلتقيا رسميًا".

واحتضنت موسكو، الإثنين، مباحثات رباعية غير مباشرة حول ليبيا بين ممثلين عن الجانبين الروسي والتركي ووفد للحكومة الليبية وآخر للحكومة المدعومة من حفتر.

وأعلنت موسكو، مساء اليوم، أن كلًا من السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، وقعا على نص مسودة لوقف إطلاق النار، بينما طلب وفد حفتر، ورئيس مجلس النواب في طبرق (شرق)، عقيلة صالح، مهلة حتى صباح الثلاثاء.

وكان آخر اجتماع جمع بينهما في العاصمة أبوظبي في فبراير من العام الماضي ثم انهارت المحادثات بسبب الخلاف على اتفاق لتقاسم السلطة. وحرك حفتر قواته باتجاه طرابلس في أبريل، باسطا نفوذه على مناطق تجاوزت شرق وجنوب البلاد.

وتأتي المحادثات قبيل قمة مقررة في برلين يوم الأحد المقبل من المتوقع أن تجمع الداعمين الأجانب لطرفي الصراع.

وتدعم تركيا السراج في حين نُشر متعاقدون عسكريون روس في صفوف قوات حفتر المدعومة كذلك من الإمارات ومصر والأردن.

وتأتي المحادثات أيضا بعد أن أدى وقف لإطلاق النار في ليبيا دعت إليه تركيا وروسيا إلى تهدئة القتال العنيف والضربات الجوية يوم الأحد لكن الطرفين تبادلا الاتهامات بانتهاك الهدنة مع استمرار المناوشات حول طرابلس.

وقالت ماريا زخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن وزراء الخارجية والدفاع في روسيا وتركيا أجروا محادثات حول ليبيا صباح يوم الاثنين ومن المقرر أن ينضم إليهم الوفدان الليبيان في وقت لاحق.

وسافر رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إلى أنقرة جوا يوم الاثنين لإجراء محادثات حول ليبيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وردا على سؤال حول وجود مرتزقة روس قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت إن أي مواطن روسي يقاتل في ليبيا لا يمثل مصالح الدولة الروسية أو يتلقى أموالا منها.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال زيارة لموسكو يوم السبت إن برلين تريد استضافة محادثات سلام ليبية للبناء على ما قالت إنها تأمل أن تكون جهودا مشتركة ناجحة بذلتها روسيا وتركيا لوقف الصراع.

وتعتزم ألمانيا عقد قمة في 19 يناير الجاري بحسب ما قاله مشاركان في اجتماعات تحضيرية لهذه القمة يوم الاثنين. كما أعلنت الرئاسة التركية أن أردوغان سيزور برلين في اليوم ذاته دون مزيد من التفاصيل.