أحدث الأخبار
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد

العراقيون إذ ينتفضون.. ماذا يعني ذلك؟

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 11-10-2019

ياسر الزعاترة:العراقيون إذ ينتفضون.. ماذا يعني ذلك؟- مقالات العرب القطرية

لا جدال في أن الاحتجاجات التي تتواصل في العراق، والتي ذهب ضحيتها حشد هائل من الأبرياء، فضلاً عن الجرحى، قد تركزت في المناطق الشيعية المهمّشة، إن كان في بغداد أم في المناطق الأخرى، من دون أن ينفي ذلك مشاركة الآخرين، وتحديداً العرب السنّة في بعض الفعاليات.

هذا البعد يعزّز من أهمية تلك الاحتجاجات، ولا يقلّل منها كما يعتقد كثيرون، والسبب بطبيعة الحال يتعلق بحقيقة أن طبقة سياسية شيعية هي التي حكمت وتحكم العراق منذ ما بعد الاحتلال وحتى الآن، هذه الطبقة نفّذت أكبر عملية نهب في التاريخ، وأثرى رموزها ثراء لا نظير له، هم الذين كان أكثرهم فقراء الحال يعيشون على المعونات في دول غربية، فيما كان آخرون لاجئين في إيران أو دول أخرى، وبأوضاع بائسة يعرفها الجميع.

هؤلاء تحولوا خلال سنوات قليلة إلى أصحاب ملايين، وهناك أصحاب عشرات، بل حتى مئات الملايين، بينما لم يجد فقراء الشيعة أي تحسّن على حياتهم المعيشية، اللهم سوى المبالغة في الطقوس الحسينية، والتي اكتشفوا أنها تُستخدم أيضاً لتخديرهم، حتى هتف كثيرون منهم «باسم الدين باجونا الحرامية».. أي سرقونا.

ما يجري في العراق هو احتجاج معيشي دون شك، لكنه سياسي أيضاً، إذ من قال إن البعد السياسي ليس هو المسؤول عما جرى ويجري؟!

ذلك أن ما وفّر الحماية لهذه الطبقة لم يكن سوى تبعيتها لإيران، فمقابل هذه التبعية حصلت على الحصانة والحماية، وصار بوسع رموزها أن يراكموا الملايين، وعشرات ومئات الملايين، ثم يخطبوا عن الفساد من دون أن يرفّ لهم جفن، وبالطبع لأنهم يدفعون الثمن تبعية لإيران، الكل يخطب ضد الفساد، لكن أكبر الفاسدين -كما هو حال نوري المالكي وعصابته- يتحركون بقوة ويواصلون فعلهم السياسي، وتأثيرهم في المشهد، وإن أبرزت الانتخابات الأخيرة بُعداً بالغ الأهمية يتعلق بصعود التيار الصدري الذي مثّل هذه الفئة المهمّشة، وهو الصعود الذي جرى الالتفاف عليه تبعاً لهيمنة إيران على الساحة. مقتدى الصدر هو ممثل هذه الفئة، لكنه ما إن يتمرد على النفوذ الإيراني، حتى تتم محاصرته وإعادته إلى الوصاية من جديد، وأقلّه الصمت والرضا بالواقع القائم.

أنصاره هم من هتفوا سابقاً «إيران بره بره»، وهم من كرروا الهتاف ذاته هذه المرة، وإن تبرأ منهم في البداية -يبدو أنه فوجئ أيضاً بالاحتجاجات- قبل أن يطالب بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، بجانب استقالة الحكومة بالطبع.

من العبث القول إن عادل عبدالمهدي هو المسؤول عن الواقع المتردي الراهن، وهو رغم مسؤوليته الأخلاقية عن قتل المحتجين، فإن واقع الحال يقول إن الميليشيات هي المسؤولة، بجانب مؤسسة أمنية لا يملك السيطرة عليها، وهي من بقايا زمن المالكي، ومن تابع تغطية الإعلام الإيراني، والإعلام التابع سيدرك حقيقة الموقف، فقد تم توصيف الاحتجاجات بأنها مؤامرة سعودية أميركية صهيونية، فيما يعلم الجميع أن ذلك محض كذب وهراء.

عادل عبدالمهدي -كما العبادي من قبله- يدرك أن العراق لن يخطو إلى الأمام من دون تراجع النفوذ الإيراني، ولكن من قال إن ذلك ممكن وسليماني يحكم البلد من خلال الميليشيات، ومن خلال سياسيين فاسدين لا يحاسبهم أحد؟!

النتيجة التي نصل إليها دائماً في مناسبات كهذه هي ذاتها، ممثلة في أنه من دون أن يتحلل العراق من نفوذ إيران، وتتم محاسبة الفاسدين الذين يعرفهم الجميع واستعادة ما سرقوا، وتكون الحكومة ممثلة لضمير الناس بالفعل، فإن العراقيين سيواصلون النزيف.

لا يتعلق الأمر بالغالبية الشيعية المهمّشة وحسب، بل أيضاً بالعرب السنّة الذين كانوا أكثر نزفاً على كل صعيد، الأكراد فيما يشبه الاستقلال وبالطبع بسبب مراهقة ممثليهم السياسيين الذين تم التلاعب بهم من المالكي وكل المنظومة الإيرانية، من دون التقليل من النتائج الكارثية التي ترتبت عليهم وعلى مناطقهم جراء مغامرة تنظيم الدولة التي لم تنتهِ فصولاً بعد، وإن انتهت كدولة.

احتجاجات العراق وتضحيات أبنائه أكدت من جديد أن فيه شعباً يستحق الحرية والاستقلال، ويمكن أن يتعايش أبناؤه بسلام رغم تعدد مذاهبهم.