أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

هذا الإتقان المبجل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-12-2017


لطالما وقفت في الساحة الأشهر بمدينة ميلانو الإيطالية (دومو) مواجهةً كنيسة ميلانو الأكبر في العالم على الإطلاق، متأملةً بكامل دهشتي هذا الفن القوطي الفائق العظمة والبذخ والدقة، الذي أنتج هذه التحفة المعمارية التاريخية الأجمل على الأرض، المسماة كاتدرائية ميلانو، بأبراجها ونقوشها وتماثيلها ونوافذها الزجاجية الملونة، فأحار أي الفضائل قد أنتج هذه العمارة، أم أنها طبيعة ذلك العصر وقيمه، أم الإمكانيات التي كانت متوافرة، أم الوقت الذي استغرقته مثل هذه المباني العظيمة؟

مالك بن نبي، فيلسوف الجزائز العظيم، وربما آخر فلاسفة المسلمين في هذا الزمان، عرَّف الحضارة بأنها حاصل توافر العناصر الثلاثة الأساسية (الإنسان + الوقت + التراب أو الموارد الطبيعية).

حيث لم توجد حضارة ليست من بناء الإنسان، هذا الإنسان الذي استغل الموارد المتاحة له ليصنع حضارته التي تحمل قيمه وفضائله ورسالته للعالم ضمن سياق زمني محدد، وعليه فإن الذين لا يرون في الزمن عاملاً محدداً وخطراً في إنتاج أي حضارة عليهم أن يعيدوا حساباتهم. إن الزمن عامل التحديد الأهم والفاصل، والجيد أن ابن نبي لم يورط نفسه فيحدد عدداً معيناً من السنوات معياراً للحضارة الفضلى أو الأقوى، بالرغم من أن أي حضارة تحتاج إلى زمن طويل ينتجها، إلا أنه يصعب القول إن هذا الزمن من الأفضل لو كان عشرة قرون أو مئة عام!

هل يمكن تصور أن كاتدرائية ميلان مثلاً قد احتاجت إلى 6 قرون من أجل اكتمال بنائها، في حين استكمل بناء أبراجها الـ130 ما يقارب 7 قرون!

هذا يعيد إلى أذهاننا حكاية تحفة معمارية أخرى في برشلونة بإسبانيا هي كاتدرائية «ساغرادا فاميليا» أو العائلة المقدسة التي شرع في بنائها على يد المهندس الفنان غاودي سنة 1882، والتي لم تكتمل حتى اليوم، ومع ذلك فقد اختيرت واحدةً من أهم كنوز إسبانيا وكبرى كنائس أوروبا.

إن هذه التحف المعمارية العظيمة لم تكتسب عظمتها من رغبة القياصرة والملوك، ولكن من تلك الفضيلة المدعوة بـ«الدقة والرصانة والفن»، فالذين صمموا ورسموا وبنوا هذه الشواهد كانوا في الحقيقة يبنون حضارة بكل قيمها ورسالتها وامتدادها وفضائل أهلها، لتبقى ويتم توارثها، لا لتستخدم، ثم تهجر أو تنسف بعد مضي الزمن، هذا هو منطق الإنسان في وعيه اللامتناهي لمعنى الخلود، خاصة عندما يقرر أن يبني ويعمر مستبقاً زمنه، وقابضاً عليه، ومخلداً روح العبقرية كأقوى ما تكون مستحضراً التأني والصبر والذوق والجمال والعبقرية!