أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

في الصداقة والأصدقاء

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-12-2017


يعتبر سقراط واحداً من أكثر فلاسفة اليونان ممن تحدثوا عن الفضائل بشكل عام، وقد خص سقراط الصداقة باهتمام كبير، حيث عرّفها بأنها (إرادة الخير المتبادلة بين شخصين أو أكثر)، لكنها التبادلية المستمرة والكثيفة والعلنية مع شخص الصديق، فالصديق لا يكون صديقاً، ما لم تكن علاقتك به ندية ومسؤولة ومقبولة بالقدر نفسه من قبلكما معاً، فلا صداقة من طرف واحد، كما في الحب مثلاً، ولا صداقة دونية أو فوقية أيضاً!

في حوارية مع سقراط، سأله أفلاطون: ألا ترغب في أن تصبح طاغية؟، أن تكون شخصاً يستطيع أن يفعل ما يشاء دون أن يعيقه أحد؟، وأن يجيز لنفسه كل شيء؟، أجاب سقراط: لا، فلا يمكن لإنسان جاد أن يرغب حقاً في أن يكون مكان هذا الشخص، لأن الطاغية يعيش حياة شقية تعسة، يكفي أن عليه ألا يثق بأحد أبداً، إن أصعب ما في حياة الطاغية، هو أنه لا يستطيع أن يكون صديقا لأحد.

هذا التعريف، هو الأجمل من بين كل التعريفات التي يمكنك أن تقرأها للصداقة، الإنسان غير القادر على فعل الصداقة أو التحلي بفضيلة الصداقة، إنسان يقضي حياته تعيساً إلى ما لا نهاية، لأن الصداقة تقتضي الثقة والطاغية، ومن في مكانه، لا يثق بأي إنسان آخر، ولا يمكنه أن يكون جزءاً من جماعة، وحيث لا جماعة لا يمكن أن توجد صداقة!

لماذا نحتاج للصداقة؟، لأننا جميعاً، ما عدا الطاغية، لدينا ميل دائم لأن نكون بصحبة شخص نحبه ونبادله الثقة، ونعتقد بأنه قادر على إغناء شخصيتنا بفرادة شخصه، وفرادة تركيب فضائله التي يتحلى بها، وصولاً حتى لنقائصه التي ندركها ونغفرها له، على أرضية الإعجاب الجارف بشخصيته، وهنا، يضيف الكاتب الفرنسي «مارتين زل»، أمراً لافتاً يضفي على علاقة الصداقة، بعداً طريفاً، حيث يقول: «لا يكفي تحقق الانسجام بين الصديقين كيميائياً فقط، بل روحياً أيضاً، مع ذلك، فنحن على علاقة بصديقنا، لا لأننا نعتبره جميلاً، بل لأنه صديقنا، نحن نجده بطريقته الخاصة وحركته المتفردة، جميلاً، مهما كان حكم الآخرين عليه»!

أمر آخر يشير إليه سقراط في فضيلة الصديق والصداقة، فيقول «الصديق هو ذلك الشخص الذي يتعامل معه المرء، مثلما يتعامل مع نفسه، لأن الصديق هو ذاتنا الأخرى»، ولذلك، فالإنسان يسعى للحرية من خلال علاقة حرة غير متكلفة مع صديقه. إن الجدير بالحرية والصداقة، هو ذلك القادر على أن يصادق نفسه أولاً، أن يعاملها بما تستحق، وبمنتهى الصدق والأمانة والصراحة المسؤولية، أليست هذه أهم معايير استمرار الصداقة؟