أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

خطاب البؤس.. «صالحوا إسرائيل كي تواجهوا إيران»!

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 22-11-2017


انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي في الفضاء العربي، مع قلة من المقالات الرخيصة، نظرية خلاصتها ما ذكرناه في العنوان: «صالحوا إسرائيل كي تواجهوا إيران»، وهي نظرية خطيرة تستحق التوقف.
ما ينبغي أن يُقال ابتداء هو أن من يروّجون هذه النظرية لا شأن لهم بضمير الغالبية الشعبية في الأمة، وما هم سوى قلة يجري توجيهها من قبل بعض الأوساط، ولا يُستبعد أن يكون بعضها مشبوهاً أصلاً، لأن أكثرها لا يفصح عن اسمه الحقيقي، ويستخدم أسماءً مستعارة.
شاهدنا على ذلك أن الغالبية من أبناء الأمة ما زالوا يحتفون بكل رفض للتطبيع مع الكيان الصهيوني؛ أياً كان شكله، إن كان رياضياً أم سياساً، أم عبر مواقف قوية، كما تابعنا في قصة رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، الذي تحوّل لبطل شعبي بسبب موقفه من مندوب الكيان في روسيا، أو ذلك اللاعب السعودي برفضه منازلة لاعب إسرائيلي، في الوقت ذاته الذي يدينون فيه كل فعل تطبيعي مع الكيان، فضلاً عن أن يُروِّج لتقديم تنازلات له تمسّ جوهر القضية الفلسطينية. ولنتذكر هنا أن الغالبية من أبناء الأمة لا يعترفون أصلاً بأي شبر من فلسطين للصهاينة، خلافاً للأوساط الرسمية العربية التي توافقت على ما يعرف بالمبادرة العربية.
والخلاصة هي أن جماهير الأمة، أو غالبيتها الساحقة، لا شأن لها بهذا الخطاب البائس، وما حديثنا عنه هنا إلا بسبب الخشية من أن شيوعه على ألسنة وأقلام بعض «الجيوش الإلكترونية» الموجّهة قد يؤدي إلى جعله طبيعياً (من التطبيع) بمرور الوقت، وقد ينطوي على إقناع بعض البسطاء بجدواه، وعبر تبرير عنوانه أن إيران تحتل 4 عواصم عربية، بينما لا يحتل الصهاينة سوى بلد واحد (تلك قصة تستحق التوقف وحدها، لأن الصراع على العواصم الأربع المذكورة لم يُحسم، وهي لن تخضع لإيران).
إن مواجهة إيران لا يمكن أن تتم عبر تقديم التنازلات في قضية الأمة المركزية؛ ليس فقط لأنها جريمة أخلاقية ومبدئية من الأصل، بل أيضاً لبؤس النظرية التي يستند إليها، ممثلة في أن الكيان سيساعد العرب في مواجهة إيران.
إن هذا الصراع بين إيران ومحيطها العربي والإسلامي، هو أكثر ما يخدم الصهاينة، وواهمٌ من يعتقد أن للكيان الصهيوني مصلحة في إنهائه، الأمر الذي ينطبق على أميركا التي تبتز إيران لصالح الكيان، وليس لصالح العرب. وما قصة الحرب العراقية الإيرانية، ودعم كل طرف حين يضعف الآخر، ببعيدة عن الأذهان.
نعلم أن موقف إيران من فلسطين وقوى المقاومة ليس سوى ستار يخفي مشروعها الطائفي، وكم تمنينا لو فتح العرب باباً لدعم قوى المقاومة لإبعادها عن إيران؛ وهي التي انتظرت على الأبواب طويلاً، فلم تجد غير الصد، بل التآمر أحياناً، فاضطرت للعودة إلى طهران، مع معارضتنا لذلك، بخاصة حين تنطوي بعض المواقف على قدر من الخفة.
لكن قول بعضهم إن قبول قوى المقاومة دعم إيران، يبرر مصالحة الآخرين للكيان، هو قول بالغ السخف، لأن أمراً كهذا (قبول الدعم) لن يؤثر على مواجهة إيران لمن أراد أن يواجهها من جهة، ولأن مشكلتنا مع إيران ليست الوجود، خلافاً للكيان من جهة أخرى. والتسوية مع الأخيرة ممكنة إذا كفّت عدوانها، وجاءت إلى كلمة سواء مع العرب وتركيا.
لا تقليل أبداً من شأن مواجهة إيران، لكن مواجهة كهذه تستدعي حشد الأمة، ولن يحشد الأمة من يعبث بمصير القدس التي يُجمع الصهاينة على رفض التنازل عنها بأي حال، فضلاً عن قضية اللاجئين.;