أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

وماذا بعد أن تغيرنا؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-11-2017


حين يتاح لك أن تجلس بهدوء كامل مسترجعاً ذلك الشاب الذي كنته قبل عشرين أو ثلاثين عاماً، ماذا ترى؟ وكيف تشعر؟ ثم كيف تنظر إلى هذا الكيان الذي أصبحت عليه، هذا الإنسان الذي يجلس معك ويصحبك في كل لحظة، واثقاً وممتلئاً بالخبرة والتجارب والمعرفة، بالآلام وبالكثير من الذكريات، هذا الشخص الأكثر هدوءاً ويقيناً ورضاً، وأقل نزقاً وغضباً وتسرعاً؟

أنت تتغير عبر الأيام، أو لنقل إنك تغيرت فعلاً، إن ذلك لا يدعو للغضب أو الخجل، فأنت لم تستبدل قناعاتك ولم تغير مواقفك على طريقة المقايضات أو المساومات من أجل مصالح أكثر، أنت تغيرت لأنك فهمت أكثر، وعرفت أكثر، وراكمت خبرات وتجارب أعمق، نضجت أفكارك وقدرتك على الفهم وسبر الأغوار، فاتسعت رؤيتك للحياة وللناس ولنفسك، لم تعد موزعاً على عشرات الساحات والجبهات، لم تعد منتمياً للكثير من العلاقات والأصدقاء ونوادي الثرثرة، أصبح أصدقاؤك أقل لكنهم أبقى، ورغباتك واضحة، وما عدت تائهاً بين ما لا يحصى من الأحلام، نضجت فاتسعت رؤيتك، وحين تتسع الرؤية كما قال النفري تضيق العبارة!

سألني قارئ ذات يوم، أنتِ لا تكتبين كما السابق بذاك الاندفاع والحماس اللذين كانا، تذكرت كاتب الأوروغواي الشهير كارلوس ليسكانو حين قال يوماً (ثمة صعوبة في أن أكتب - أكثر مما كان عليه الأمر قبل عشرين عاماً - بلا اندفاع أو رغبة ودون البراءة التي كنت أكتب بها فيما مضى أو دون الإيمان والعنف اللذين كانا يحركانني سابقاً).

قلت للقارئ أنت كما ترى أنني لست الشخص ذاته الذي كنته قبل خمسة عشر عاماً، لقد تدفقت مياه كثيرة تحت جسور الأيام، وتغير كل شيء، نحن كبشر نتغير كما تتغير الحياة حولنا.

‎أتذكر اليوم وأنا أعبر مسارب الذاكرة، وأسير بتعب القلب في مسارات الذي كان منذ سنوات، كم من البلاد زرت منذ بدأت أكتب، كم من البشر عرفت وقابلت؟ كم مرة حزمت حقائبي، وكم مرة فككتها، عدد المطارات التي عبرتها، والفنادق ومحطات القطارات التي مررت بها حاملة دهشة اللقاء الأول، وشعور المتعة بمعرفة أمكنة ما كانت تخطر على البال، عدد سائقي سيارات الأجرة الذين أقلّوني إلى فنادق نسيت أسماءها، وشوارع ما عدت أتذكر عناوينها، عدد الساحات والأسواق التي مشيت فيها، والمكتبات التي زرتها والكتب التي اقتنيتها وقرأتها، والبحار والأنهار والسفن التي ركبتها، والجبال التي وصلت إلى أعلاها بصحبة أعزة لا زالوا في البال، وتلك المقاهي التي قدمت لي ألذّ مشروباتها في بلاد بلا عدد، وتلك الأكشاك التي توقفت عندها والتذكارات التي اقتنيتها، بعد كل ذلك أيعقل أن نظل كما نحن، ألن تضيق بعد كل هذا عباراتنا واندفاعاتنا لتتسع رؤانا ونظرتنا؟ تلك هي الحياة كما نعيشها جميعاً!