أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

«.. وأيضاً كاره نفسه يباله رفسه!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 19-09-2017


لاشك في أنك تسمع هذا المصطلح كثيراً مثلي: يا أخي لقد حدث لي كذا وكذا حتى كرهت نفسي! أو يستخدمها أحدهم في سياق آخر، فيقول لك: نفسيتي اليوم في الحضيض، كاره لنفسي! بالطبع إخواننا في الأردن، وبحسهم التفاؤلي المعروف، لديهم عبارة أخرى، فيقولون: عايف نفسي.

مشكلتك مع نفسك لا دخل لي فيها، اكرهها كما تشاء، بسبب جو حار، أو تعطل سيارتك على جانب الطريق، أو تصوير رادار لك قبل أن تبتسم، أو ربما مديرة عمل تتحرش بك باستمرار، هذا شأن بينك وبين نفسك، مع ذاتك، لكن حين تتطور هذه الظاهرة ليصبح لدينا عشرات «الكارهين للذات»، خصوصاً من الطبقة التي تعتبر نفسها حاملة للواء التنوير والتغيير، فهنا يصبح الرفس فرض عين لا فرض كفاية.

باسم الحرب على الإرهاب تارة، وباسم التغيير الثقافي والتنويري تارة أخرى، تمددت ظاهرة «كره الذات»، والمقصود بالذات الذات العربية والإسلامية بالطبع، نقد للذات، للتراث، للماضي.. يصل إلى ترويج لكره الذات، ومحاولة ترسيخ الخجل من كل شيء في التاريخ، كنا أو لم نكن مسؤولين عنه!

آلاف المقالات والكليبات والمقارنات في غير موضعها عما يحدث لدينا، وما يحدث لديهم، ما يحدث إذا حصل الشيء الفلاني هنا، وما يحدث إذا كان هناك، حتى يترسخ مفهوم أننا الأسوأ والأحط، وأننا مصب كل سوء يحدث منذ فجر التاريخ.

الأمر تداعياته خطرة، ليس فقط على جيل سينشأ خجولاً من عروبته وإسلامه، بل على عجلة التنمية نفسها، فـ«من لا يحب بلده أو ثقافته أو دينه أو حضارته لن يستطيع أن ينجز لهذا البلد، فالإبداع والعطاء والابتكار للآخرين ولأنفسنا مرتبط أيضاً بحبنا له»، كما يقال، ومن الواضح أنك إذا كنت كارهاً لحضارتك وتراثك، بحجة أنك من «الشباب المتسائل»، فإن ذلك سيؤدي إلى اليأس وعدم الإنجاز.

المقارنات توضع دائماً في معادلة: مقارنة أفضل ما لديهم بأسوأ ما لدينا، وهذا ظلم، إضافة إلى أن الحقيقة تقول إن الآخرين - الغرب أو اليابان أو أي أحد آخر - لم يخرجوا من إطارهم الحضاري أو الثقافي إلى المجهول، ولم تؤدِّ مراجعاتهم إلى مسخ الذات والتبرؤ منها!

لننتبه إلى من ينطلقون في انتقاداتهم لتراثنا من أهدافهم الطائفية والأقلوية، فالهدف ليس الرغبة في أن نكون أفضل، بل الهدف هو التبرؤ من ماضينا، والانفصال عنه، وبالتالي الوصول إلى النتيجة الحتمية التي حذر منها الرجل الحكيم: «من لا ماضي له فلا حاضر ولا مستقبل له»، فهل وصلتكم رسالته؟