حصد ما يسمى "المحلس الانتقالي" أو كما يطلق عليه يمنيون "المجلس الانفصالي" الذي أعلن عنه محافظ عدن المطرود عيدروس الزبيدي إخفاقا كبيرا جراء تراجعه الواضح والعلني في أول اجتماع لهذا المجلس، وفي أول بيان له.
البيان الأول، للاجتماع الأول أكد على شرعية الرئيس هادي من جهة، واستبعاد الانفصال من جهة ثانية.
ولكن ما لفت انتباه المراقبين، أنه تضمن إشادة واضحة بدور الإمارات في اليمن، وذلك بعد ساعات من تغريدات لأنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية مدافعا عن دور أبوظبي في اليمن أيضا.
فقد وصف بيان المجلس الانتقالي دور الإمارات، "بالدور المتميز للأشقاء في الإمارات العربية المتحدة" نظرا للارتباط الإعلامي والدبلوماسي الذي اتضح منذ عزل الزبيدي وهاني بن بريك قبل نحو 3 أسابيع، بمجريات الأحداث في اليمن والتأثير فيها، بصورة دفعت رأس الشرعية اليمينة على وصف الإمارات بقوة احتلال وليس قوة تحرير.
وظلت الاتهامات الرسمية عبر تسريبات ومصادر موازية تلاحق دور أبوظبي في اليمن، واتهمتها بصورة واضحة وعلنية بدعم انفصال الجنوب وعودة نظام المخلوع صالح، وفق مصادر رسمية تحدثت لصحيفة "القدس العربي" في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
من جهته، واستشعارا بحجم الانطباعات السائدة محليا وخليجيا وعربيا حول دور الإمارات في اليمن وما شكله من تهديد على سمعتها، حاول قرقاش التنصل من الاتهامات بطريقة الهجوم على الآخرين كالمعتاد، في وقت كان ينتظر منه الإماراتيون أن ينفي تصريحات الرئيس هادي المحددة والواضحة بشأن تحول الإمارات لقوة احتلال، ولكنه لم يفعل.
وقال في تغريدات له، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «الدور الإماراتي في اليمن مساند للسعودية وهدفه خير اليمن، ومن يدعي مصالح ضيقة لنا في ميناء أو قاعدة أو منطقة، حزبي جاحد لا يدرك توجهنا وموقفنا».
ولكن للمراقبين رأي آخر، يستمدونه من الممارسات على الأرض وليس من التصريحات أو التغريدات على المواقع الافتراضية، على حد تعبيرهم.
فقد بات من الثواتب التي لا يمكن إنكارها، أن أبوظبي تتدخل في اليمن و شوؤنه الداخلية، وقرقاش أحد هؤلاء المتدخلين فيما يعلنه من مواقف رسمية عبر البيانات والتصريحات التي تظهر الموقف الرسمي للدولة. وكان قرقاش انتقد تحديدا إقالة الزبيدي وبعض زملائه الذين كانوا في زيارة للإمارات، معتبرا أن هذه الإقالات ليست في مصلحة اليمن، وهو الموقف الذي يناقض تغريدات قرقاش الراهنة، ويؤكد ادعاءات المراقبين بتدخل أبوظبي في الساحة اليمنية، فضلا عن مئات المواقف والقرارات التي يدركها اليمنيون على الأرض.
