أحدث الأخبار
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد

«تغربلنا!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-11-2016


لأنهم كانوا حمقى بشكل كافٍ فقد كانوا يضعون أضعف واحد في منتخب فريجهم حارساً للمرمى، ولأننا كنا على عكسهم فقد كان يكفي أن نغمز لـ«حسون سنافر» بأن يسقط نفسه في منطقة جزائهم ثم ينظر بتلك الطريقة إلى الحكم وهي الطريقة التي يسميها البعض «الأدب الإنجليزي»، أي إنها نظرة ظاهرها العتاب وباطنها يشي بأنه لن يعود إلى منزله سالماً إن لم يحتسب ضربة جزاء، ولأنني كنت صاحب الكرة فمن الطبيعي أن أقوم بالتسديد، كانوا يقولون لي حين تطيش ضربتي كما هي العادة: الله يغربلك ضيعتنا! ولكنني في ذلك اليوم الذي استقرت فيه كرتي بطريقة ما «في المقص»، لأنني قصدت أن أضربها في وجه حارسهم الضعيف فقد غيروا من دعوتهم لتصبح: الله يغربلك فنان!

تمر الأيام وتقف على بوابة المطار مودعاً أهلك وأصدقاءك رغبة منك في أن تكون أصواتهم هي زادك الأخير في رحلة الغربة التي ستستمر لسنوات، يحتضنك أحدهم بحب وهو يعتصر ما تبقى من روحك التي تركت الكثير منها هنا، ويقول: الله يغربلك بنشتاقلك!

«الله يغربلك وينك؟» هي أول كلمة تسمعها حين يفتقد أحدهم صوتك.

«الله يغربلك سويتها!» كانت بمثابة البديل عن «بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير» في ليلة عرسك.

«الله يغربلك، ريال!» هي كل ما جاءك من ردود حين رزقت بأبنائك البكر.

«الله يغربلك كشيخ» هي بمثابة جملة للإعراب عن إعجاب المقابل بلبسك، أو لون شورتك الجديد، أو حلاقة اللحية والشنب بطريقة تواكب فيها موضة لم تعد تنتمي لجيلها.

وهكذا يعبر الجميع عن حبهم لك بدعوات بالغربلة، والغربلة كما هو واضح من لفظها هي أن يتم وضعك في «غربال» كالذي كان يستخدم في تنقية الحبوب وغيرها، ويتم خضك خضاً يزيل ما علق بك من شوائب، ولهذا فالدعاء في ظاهره محمود، ولكن المجتمع حوله على دعاء على من يطلق عليه، ألم أقل لكم بأنه «أدب إنجليزي».

ولهذا فلا تسألني عن سبب وجود كل تلك العراقيل في حياتك.

لا تسأل عن هذا العدد الغريب من المطبات في العمل والأسرة والفريق الذي تشجعه، وطبيعة الأحجار السبع التي تختارها في «الدومنه».

لا تسألني لماذا تبلغ فاتورة مخالفاتك المرورية في كل شهر ضعف فاتورة راتبك الوظيفي؟!

لا تسألني لماذا تسير الأمور كلها بشكل جيد إلى أن تصل للحظة التنوير فترى كل تلك الأمور وقد انهارت دفعة واحدة بلا سبب واضح؟! حتى في ما تقرأه من روايات؟! رواية بوليسية جميلة بنهاية مفتوحة مشوشة، إنك تتغربل يا صديقي! أنت رجل محفوف بدعوات التوفيق من مهدك إلى لحدك، فلا تستغرب إذا وصلت إحداها إلى أبواب السماء!