وما هذه الصور الزاهية اليوم لتلك الاتصالات واللقاءات الرفيعة بين البلدين، والتي تضفي حيوية على المشهد الخليجي، سوى نموذج للأخوة وحسن الجوار، والرؤية الثاقبة لقيادتي البلدين التي ترى كل منهما في الآخر عمقاً استراتيجياً، وتجسد في الوقت ذاته وحدة رؤاهما حول القضايا الإقليمية والعربية والدولية، غايتهما في ذلك دوماً مصلحة شعبيهما، وتقدم وتطور بلديهما.
وتبلور ذلك الحرص على التواصل والتشاور في خطوتهما بتشكيل لجنة عليا مشتركة لمتابعة المستجدات كافة، لما فيه الخير والنفع للبلدين والشعبين الشقيقين، وهما يرسيان نموذجاً ملهماً للعلاقات الأخوية القائمة على روابط مشتركة من وشائج القربى والانتماء، لما يخدم شعبيهما، في نموذج يقوم على العمل المشترك، وصون المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل، وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.
ولعل أحدث تلك المواقف المباركة الفورية والتأييد القوي الذي أعلنته الإمارات لمبادرة خادم الحرمين الشريفين لعقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها على تجاوز أزمتها الاقتصادية.
وجاءت هذه المبادرة والاستجابة الإماراتية الداعمة لها، إدركاً من قيادتي البلدين لمكانة ودور مصر العروبة الإسلام والتاريخ والحضارة. مبادرة تنبع أهميتها من المنعطف التاريخي الذي تمر به الشقيقة مصر، واستوجب تحذيرات خادم الحرمين الشريفين بأن «من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر.. فإنه لا مكان له غداً بيننا إذا ما ألمت به المحن، وأحاطت به الأزمات».
كما أنها تصب في الإطار ذاته الذي أعلنه خليفة الخير، وسموه يؤكد «مضي الإمارات بعزم صادق وإرادة صلبة في دعم الأشقاء في مصر العزيزة علينا على المستويات كافة، والوقوف إلى جانبها في كل الظروف»، وبالذات، وهي تبحر في رحاب مرحلة جديدة من تاريخها، باتجاه مستقبل وضاء مزدهر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد أن قال الشعب المصري كلمته، وتخلص من أدران جماعة أرادت تقزيم دور مصر التاريخي، وإعادة تفصيل دورها وقامتها بحسب أهواء مرشد الضلالة، والأجندات التي يعمل على تنفيذها لصالح جهات لا تود الخير لشعوبنا، ولا تريد إدراك أن الإقبال على مصر دعم لمكانة ورسالة أمة بأسرها. والله نسأل أن يديم على شعبينا في الإمارات والسعودية نعم الأمن والأمان والرخاء والازدهار، في ظل القيادة الحكيمة لأبو سلطان وأبو متعب، حفظهما الله.