أحدث الأخبار
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد

المسودة الأولى

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 04-07-2016


قالت العرب «لا يضيء الكتاب حتى يسود»، والقصد أن الاستفادة المثلى من الكتاب تحضر حين يسوّد القارئ حواشي الكتاب وأطرافه بكتابة الفوائد والتعليقات عليها. هذا في حال القراءة، أما في الكتابة فللمسودة دور أعظم. قال أحد الكتاب مرة: من حسن حظي أن القرّاء لا يقرأون مسودتي الأولى. كان هذا الكاتب يكتب مسودات، تتغير كل مرة، وتتجمل في كل نسخة، حتى تظهر بصورة أبهى. كتاب المواد الطويلة الثرية، وكتاب القطع الإبداعية، يعرفون جيدا قيمة المسودة والقراطيس الأولى. يقال إن كل قصيدة جميلة، تختبئ خلفها سبع مسودات.
هذا هو الإبداع، عملية بناء. لا يهم ما الذي تبدأ به ولا شكله، المهم أن تضع لبنات أولى لعملك، ثم تضيف لها كل يوم شيئا فشيئا، وتتفاجأ بعد الاستمرار والاستعانة بالليل والنهار، ما أضافته دواخلك كل مرة لعملك. لقد قيل عن قطع الكتابة الجيدة، أنك تبدأها ولا تعرف أين ستنتهي بك، لأن الكتابة رحلة اكتشاف لك، قبل أن تكون كشفا منك. والمسودة هي المساعد الأول في هذه الرحلة، لأنها وبلا أي كلفة، تهب صاحبها سحر البدء والجرأة، والتعود، والتحسن.
شهدت نقاشا دار بين زملاء كتاب، عن الكاتب سواء كان روائيا أو غيره، هل المفترض أنه يبدأ الكتابة بعد أن يكون لديه تصور كامل في ذهنه عما يريد كتابته، أم قد تكون لديه بعض التصورات، والكتابة ستجعله يكمل لاحقا هذه التصورات عبر عملية الكتابة نفسها. وجدت حلا لهذه المعضلة، بعد أن شاهدت فلماً وثائقياً عن كيفية صناعة فلم «ريفنانت»، وسمعت عبارة قالها مخرج الفلم اليخاندرو غونزاليس في بدايته: إن الكاتب قد يعرف ما يريد كتابته، لكنه أبدا لن يعرف ما سيكتبه في النهاية.
البعض قد يكون لديهم موقف من المسودة الأولى وتعديلها، وكثرة التغيير عليها. مثل شاعر تونس والعرب، أبي القاسم الشابي، الذي اعتبر أي تعديل لاحق، هو بمثابة الرقعة على الثوب. والشابي هنا تطرف للإبداع، وكيف أن المسودة الأولى تعبر عن دفقة شعورية ساخنة من القلب، لا يفترض التعديل عليها في أوقات لاحقة بعد أن تكون نضارتها وحرارة الشعور حولها قد ذهبت. لكن في النهاية، برأيي لا إشكال في اصطياد الومضات، والبناء عليها وإن في أوقات لاحقة، كما قال أحد الكتاب: المسودة الأولى تكتبها بقلبك، ثم تلاحق هذه الكتابة في نسخ أخرى وتنقحها وتنتقد بعقلك.
أصبحت الكتابة اليوم شأنا عاما ولا تخص فقط من احترفوا الكتابة. تواصلنا الاجتماعي عبر الأنترنت يتم بشكل واسع عبر الكتابة. ولأن لدى كل منا شيئا يقوله، فالطريقة المثلى لإيصال ذلك، تكمن في أن يحضره عبر صورة جيدة. ولا صورة أبهى من صورة الكتابة الجميلة، تلك التي ماتت في سبيلها مسودات كثيرة.;