أحدث الأخبار
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد

«حينما كانوا هناك..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 09-06-2016


بين الغابات السوداء والجبال الثلجية في الجنوب الروسي، تلقي بنفسك على الأرض، وتحس بهبوطها تحتك لسنتيمترات عدة، لا تهتم إن كان ما جلست فوقه جثة لحيوان نافق أم أرضاً على وشك الخسف.. أم مجرد تبة ثلجية أخرى! فكل ما تريده في هذه اللحظة هو الراحة.. الراحة فقط.. بعد كل ذاك التعب.. على مرمى البصر ترى «ضريحاً» قريباً لا تخطئ شكل القبر.. اللون الأخضر المميز والآيات في المدخل.. والرجل الذي ينتظر البركة لسبب ما! تسأل: ضريح مَنْ هذا..؟ فيخبرونك بأنه قبر الصحابي الفلاني.. وصل إلى هنا قبلكم!

أحراش كثيفة ودخان.. تلك الرائحة المتميزة للتعرق.. صرخة من مرافقك تسمعها فجأة وهو يحثك على خفض رأسك.. ترفع رأسك ثانية لتراه يمسك بثعبان كان هنا قبل لحظة.. يتوقف قلبك مرة أخرى.. كنت أعلم أن الثعابين تتبعني دوماً لكن ليس إلى هذه الدرجة، أنا متعود على الغدر من ناعمات الملمس.. تبدأ بالبكاء من صدمة الموقف؛ يطمئنك المرافق إلى أنها لو عضتك لم تكن لتموت من فورك كنت ستحظى بنصف ساعة كاملة من الألم قبل وفاتك.. تسب الأحراش الإفريقية وتقرر العودة فوراً.. تلمح ذلك البناء الطيني.. تسأل فيقولون لك: هنا قبر الصحابي الفلاني، وصل إلى هنا قبلكم!

بين نيران الجبال الأذرية، في تلك البقعة التي تقع بين أشرس الحضارات في التاريخ: الفارسية والرومانية والتركية، جبل من نار حقيقية كانت تعبد ذات يوم، واليوم تعلب في براميل تتحكم في مصائر البشر وتُحرق بالحروب من أجلها نفسها مرتين، قمة جبلية نارية أخرى، قبر آخر، أصبحت تتوقع الإجابة.. صحابي آخر.. الابتسامة نفسها في وجوه مضيفيك، والدفء نفسه حينما يضعون أيديهم على كتفيك، وهم يعتقدون أنك من الأبناء البررة.. وصل إلى هناك قبلكم!

يتكرر السيناريو على تخوم قلعة في أوروبا؛ في طريق مهجور في البلقان، في قرية صغيرة في الصين، في جزيرة نائية في شرق إفريقيا، دوماً كانوا هناك، قبل كل وسائل الترف التي يمتلكها الرحالة.. قبل تجليات الأخوين رايت، التي جعلت انتقالنا بالساعات؛ قبل المضادات الحيوية وقبل مرطب البشرة، كانوا هناك قبلكم!

كانوا هناك قبلكم، ولولا فضل الله علينا ثم فضلهم لكنا نطوف في إحدى (حوطات) الربع الخالي، حول تمثال سبونج بوب! كانوا هناك قبلكم.. لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق!

لم يطلبوا تخليدهم، ولم نعرف إلا من اشتهر منهم! يكفي أن تسير في بعض تلك الدروب الوعرة، لكي تعرف كم عانوا، وكم تعبوا، وكم اغبرت الأقدام.. من أجلي ومن أجلك! أليس من حقهم علينا إن لم نخلدهم ونثني على جهودهم أن نذب عنهم الافتراءات على الأقل؟ أن ننظر إلى النجوم التي طاولوها، وندعو لهم بالرحمة والمغفرة؟ أن نفتخر بانتمائنا إلى تاريخ صنعوه، بدلاً من أن نبحث عن ألف تبرير وتبرير لإرضاء أعدائهم؟!

«.. الله يعلم أني كنت أحسدهم إذا أتتني عنهم قال حدثنا!»