اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، نظام الأسد بتمويل تنظيم "داعش"، لافتاً النظر إلى أن "التنظيم" يحارب "الجماعات المعتدلة" التي تقاتل النظام في سوريا.

وقال الرئيس التركي في خطاب له بثه التلفزيون التركي، اليوم الخميس: إن "تنظيم داعش يبيع النفط لنظام دمشق، وإن كان لا بد من البحث عن الجهة التي توفر المال والسلاح للتنظيم، فينبغي توجيه الأنظار إلى النظام السوري والدول التي تدعمه"، مؤكداً أن "الأسد وداعميه هم من يمول ويسلح تنظيم داعش".

وزعم الكرملين اليوم أن الرئيس التركي متورط في تجارة داعش النفطية، في اتهامات هي الأكثر حدة بين البلدين في أعقاب إسقاط أنقرة الطائرة الروسية ووصف بوتين أن الحكومة التركية توصل العلاقات مع بلاده إلى طريق مسدود على حد قوله.

وقال أردوغان في خطابه"يقول بعض المسؤولين إن تركيا تشتري النفط من "داعش"، وهذا ظلم لنا. موارد تركيا من النفط والغاز معروفة لدى الجميع، وأكبر وارداتنا من روسيا ثم إيران. وكذلك نستورد احتياجاتنا من الغاز من أذربيجان، ونشتري النفط من إقليم شمال العراق، ونستورد الغاز المسال من الجزائر، وقطر. وعلى المدعين أن يثبتوا ادعاءتهم، وألّا يقذفوا تركيا بافتراءات باطلة".

ونبه الرئيس التركي إلى أن "غاية الذين يحشدون قواتهم في سوريا تحت اسم محاربة تنظيم داعش، ويستهدفون قوات المعارضة المعتدلة التي تحارب النظام، دون إلحاق ضرر يذكر بالتنظيم، ماثلة للعيان"، مبيناً أن "هناك محاولات لإفراغ الشمال السوري من سكانه وفتحه أمام نظام الأسد".

ويعتبر هذا التصريح إشارة واضحة إلى ما يقوم به الروس ونظام الأسد حاليا باستهداف جبل التركمان من سكانه وتهجيرهم إلى تركيا لمنع جهود أنقرة في إقامة منطقة عازلة شمال سوريا تسعى تركيا لإقامتها منذ نحو أربع سنوات لحماية المدنيين من البراميل المتفجرة والعدوان الروسي وجرائم داعش، كما يقول المسؤولون الأتراك.

وأوضح أردوغان أنه "لا تكاد توجد دولة غير تركيا تحارب التنظيم المسمى بـ"داعش"، بشكل جدي" مشيراً إلى أن "تركيا أول من وصف هذا التنظيم بالإرهابي عام 2005، عندما كان يتبنى اسماً آخر. ومع ظهوره عام 2013 باسمه الحالي، وصفناه بالإرهابي، وواصلنا وسنواصل محاربته".

وحول العلاقة التركية الروسية التي تأزمت من جراء إسقاط تركيا مقاتلة روسية انتهكت الأجواء التركية، الثلاثاء الماضي، قال أردوغان: إن "الجانب الروسي أصدر تصريحات نتابعها بأسى وأسف ونحتاج لتنسيق أكبر".

وتابع موجهاً اتهامه لروسيا: "البارحة قمتم بقصف شاحنات المساعدات الإنسانية، ونتج عنه مقتل 3 أشخاص وجرح 7 آخرين. وأمام هذا المشهد تدّعون بأنكم تحاربون تنظيم داعش. المعذرة فأنتم لا تحاربون داعش، تقصفون فقط إخوتنا التركمان في شمال اللاذقية بالتنسيق مع النظام السوري من أجل إخلائها من سكانها، وتقتلون المواطنين السوريين".

وتابع أردوغان تأكيده على دعم المعارضة السورية وهو ما اعتبره محللون سياسيون انخراط مباشر لتركيا في دعم المعارضة السورية ضد التدخل الروسي، وبدون سيطرة تركيا على حدودها مع سوريا على الأقل، فإن المحللين يعتبرون أن "أياما سوداء" بانتظار الدب الروسي على حد تعبيرهم.