أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

«عاشت روسيا الأسد»!

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 29-10-2015


تَلفظ سوريا الأسد أنفاسها الأخيرة، فيما تتسابق الدول الكبرى لتقديم أفضل سيناريو ممكن لدفن الجثة في جنازة شكلية لــ «سوريا الأسد»، التي تأسست عام 1971 على يد الرئيس السوري حافظ الأسد، إثر انقلابه على رئيس الجمهورية آنذاك نور الدين الأتاسي فيما عُرف بالحركة التصحيحية، ليبدأ الحكم العسكري الديكتاتوري تحت شعار «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة».
لم تعد الأمة العربية واحدة.. ولم تَعد رسالتها خالدة.. وأصبحت «سوريا الأسد» هي سوريا الجثة العفنة، التي ينشغل اليوم الأميركيون والبريطانيون والإيرانيون بدفنها على عمق كافٍ في قبر غويط، لن يتمكن حتى التاريخ من نبشه، كي لا تفوح رائحة القَتلة، وكي لا تعرف الأجيال المقبلة حقيقة ما كان يدور من مجازر، بين حاكم مستبد أحرق البلاد والعباد تحت ذريعة القضاء على «حفنة من الإرهابيين»، وبين مقاتلين هبّوا لنصرة إخوانهم في سوريا ولم يوجهّوا بنادقهم يوماً إلى إسرائيل.
كل الأطراف متورطة في التنكيل بجثة سوريا اليوم. لا يُمكن لأحد الادعاء بأنه بريء من الجريمة، فالقتل برّر القتل، والعنف اتخِذ ذريعةً لتبرير الوحشية. هي حلقةٌ مفرغة يدور بها المجرمون، وساحة المعركة وحدها تُحدد شروط التفاوض بين دول ستحمل النعش إلى مثواه الأخير. نعشٌ مصنوعٌ من خشب روسي، ومَن أَشهر مِن روسيا في تصدير الألواح الخشبية؟!
الخلاف اليوم ليس على قرار دفن «سوريا الأسد»، ولكن على طبيعة الخشب الذي سيُصنع منه النعش، فهل سيختار المتفاوضون في فيينا خشب الصفصاف الروسي بنوعيه الأبيض والأصفر، والذي يُستخدم في البناء والقوالب الجاهزة، وهنا أرمز إلى حكومة انتقالية محايدة لا يرأسها أسودٌ ولا نعاج، في عملية سياسية انتقالية معلبة، يُصار فيها إلى انتخاب رئيس جديد هش كما حصل في دول الربيع العربي.
أم سيتم اختيار خشب الصفصاف الروسي الخفيف وهو الذي يميل إلى اللون الأبيض، والمستخدم عموماً في أعمال النوافذ، حيث سيتم فتح نافذة على إسرائيل، كما فتحت النوافذ الإيرانية على الشيطان الأكبر بزواج نووي.
أو ربما سيختار المتفاوضون خشب الزان، وهو خشبٌ أحمر يُعتبر من أقسى الأخشاب الروسية تقريباً، وهو غالي الثمن قياساً إلى غيره من الأخشاب، وهنا أرمز إلى الشعب السوري، حيث يُعطى الخيار إلى أهالي الشهداء، وإلى اليتامى، والموجوعين، والمرضى، والمناضلين، ليختاروا مصيرهم، وليبنوا على أسس قاسية وطناً جريحاً لونه أحمر من لون دمائهم.
كواحدةً من ملايين مواطني الدول العربية، صراحةً، لم يعد يعنينا التحول في موقف الولايات المتحدة، ودعوة إيران للمشاركة في المفاوضات، والتبدل في الموقف الأميركي الذي كان معارضا وبشدة لهذه الدعوة نفسها منذ عامين، حين أطلقها آنذاك الأمين العام للأمم المتحدة. ثم ألغاها على عجل بطلب من البيت الأبيض وبريطانيا.
ولم يعد يعنينا ما تتحدثون عنه من «اختراق دبلوماسي» لصراع مستمر منذ أربع سنوات، قُتل فيه ما لا يقل عن 250 ألف ضحية، ولم نعد نهتم في شكل الجنازة وفي خشب النعش، وسؤالنا لكم.
سوريا الأسد ستدفن إلى غير رجعة في مزابل التاريخ.
ولكن هل ستحل محلها «روسيا الأسد»؟ وهل سيهتف الهاتفون «عاشت روسيا الأسد»؟!
إذا كان الجواب نعم.. فلا قول لنا سوى حسبنا الله ونعم الوكيل في أمة قلبها لا يخشع وعينها لم تعد تدمع!