أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

روح المواطنة الجديدة في الإمارات

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 20-09-2015


أظهرت الدماء التي اختلطت من أقصى الإمارات إلى أقصاها روح مواطنة جديدة. نشيد العلم أصبح له طعم مختلف، معاني الفداء والتضحية والولاء للوطن تجسدت في أجمل صورها، المواطنة تعززت في نفوس الجميع وخاصة الأجيال الجديدة.

دولتنا فتحت صفحة جديدة من تاريخها المعاصر انبثقت فيه روح مواطنة جديدة. كانت المشاركة الشعبية في عزاء أبطالنا وذلك التلاحم مع الشعب من قمة الهرم السياسي مفصلاً مهماً في تاريخ دولتنا.

فالشدائد تقوي أبناء الوطن وتظهر المعدن الأصيل للأفراد خاصة عندما تجمعهم أهداف مشتركة ورؤى واحدة. لم يكن أبناء الإمارات محتاجين للحمة الاجتماعية والتكاتف أكثر من اليوم ولم يكونوا بحاجة لأن يكونوا قلباً ويداً واحدة كما هم اليوم. الظروف أظهرت المعدن الأصيل لشعب الإمارات على مختلف أطيافه وطبقاته بل وجنسياته.

جميعهم كانوا كما تنبأ لهم زايد: يداً واحدة في السراء والضراء. الجميع مدركين بأنه كما أعطانا الوطن نعطيه..

وكما هيأ لنا كل أسباب الرخاء يجب أن نرد له الجميل متى ما حانت ساعة الحسم ومتى ما نادى نداء الواجب. كنا جميعاً في مركب واحد مدركين بأن مسير ومصير هذا المركب في يدنا جميعاً، نحن من يحدد وجهته ونحن من يرسم له مساره القادم.

الكثير من المراقبين من الخارج كانوا يتابعون الوضع في الإمارات وما قد يسفر عنه: البعض اعتبر ما حصل مصاباً جللاً، والكثيرون كانت لديهم الثقة بأن ما حصل لن يؤثر علينا سلباً بل سوف يزيدنا أصراراً وتحملاً ويقوي من عزيمتنا. فالضربة عادة ما تقوي العزم وتشد الهمة وتجعل الإنسان أقوى لمواجهة الظروف المقبلة. لقد كان العالم من قبل هذا الظرف يرى فينا جوانب معينة.

كان يرى فينا أنموذجاً جميلاً من التنمية والرخاء، كان يرى فينا أنموذجاً من التعاون مع الآخر من خلال برنامج المساعدات الخارجية، كان يرى فينا أنموذجاً من التسامح والتعايش السلمي، أما اليوم فإنه يرى فينا جانباً مختلفاً يتمثل في التكافل والتعاضد والتلاحم الداخلي الذي أدهش العالم.

فقد كان البعض يعتقد أن دولة الإمارات ليست سوى مجتمع متنوع يساهم الاقتصاد في لملمة أطرافه. ظهر أن مجتمع الإمارات ليس فقط اقتصاد وإنما مجتمع يسوده التكافل والتعاضد ويتفق الجميع وعلى اختلاف مشاربهم على هدف واحد. ظهر أن الإمارات ليس فقط اقتصاد ولا أبراج وعمارات وإنما روح متقدة ومشاعر فياضة ساهمت دماء الشهداء في ارتقائها إلى أعلى المراتب.

لقد اتقدت في الإمارات روح مواطنة جديدة. فقد أظهرت الظروف جانباً آخر منا. وفي الحقيقة كانت فرصة لكي يرى العالم تكافلنا مع بعضنا البعض، ومشاركتنا لبعضنا بعضاً. فقد أدرك الجميع أن أهل الإمارات اليوم أصبحوا أشد لحمة وأقوى شكيمة من قبل.

لقد رأى العالم الوجه الاجتماعي للإمارات بعد أن كان يرى فقط الوجه الاقتصادي والمادي من نهضتنا. لقد أدهش تلاحمنا العالم دون أن يدرك أن هذا التراحم هو في الواقع مشتق من أعراف مجتمعنا التقليدي القائم على الفزعة- ذلك النظام الذي سير مجتمعنا لمئات السنين.

لقد أدرك الجميع من شباب وشياب معنى جديداً للمواطنة قائماً على التكافل والتعاون والمشاركة المجتمعية في السراء والضراء. فقد سادت روح قومية في المجتمع لم نعرفها من قبل، ولم ندرك أنها تبلورت فينا بهذه الشدة.

لقد غرس زايد فينا غرساً طيباً جاد بأشهى ثماره اليوم. كانت سياسة زايد قائمة على الكرم والعطاء اللامحدود ولكن زايد كان مدركاً أيضاً أن الوطن والمواطنة لن يكونوا فقط عطاءً ورخاءً.

فسوف تحين اللحظة التي يطلب فيها الوطن رد الجميل ويجب أن يكون الجميع جاهزين. لقد هيأنا زايد لهذه اللحظة منذ بدايات الاتحاد، ولذا فلم نتفاجأ بروح المواطنة الجديدة الذي أظهرتها الظروف التي تعرضنا لها، بل وجدنا زايد يقف أمامنا شامخاً في صورة أبناء زايد.

إن ما تعرضت له الإمارات أخيراً ليس إلا مفصلاً مهماً في بناء أي دولة قومية. فالتجارب تصقل شخصية المواطن وتظهر كل جوانب التلاحم المجتمعي وتقوي من اللحمة الاجتماعية بين مواطنيه. لقد بذل الشهداء تلبية لنداء الواجب وسطروا بدمائهم صفحة جديدة من تاريخ دولتنا قائمة على روح مواطنة جديدة.