أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

«ما صرّح الحوض عما في أسافله!!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 13-08-2015


في سكن الجامعة الكئيب قبل عشرين عاماً من اليوم، كان صديق يعاني العديد «الإشوز»، لكن قرعة الإدارة الجامعية السكنية ألقته في حجرتي، الملل والفراغ والبدعة التي أرجو أن تلقي بمن استحدثها في الدرك الأسفل، والمسماة بالـ«كورسات الصيفية»، والطاقة الجبارة في القدرات الانحرافية، والسكن في «سيح» منعزل أشبه بتجربة جحيمية غاية في القرف، لذا لم يكن من الممكن أن أرد دعوة صديقي في الذهاب بسيارته، والغداء في مطعم المدينة الوحيد للبيتزا، الذي يحتل مكاناً مرموقاً في إحدى محطات البترول بالطبع.

في تلك الأيام كان اسم «مارغريتا» يثير مخيلتي الشابة والمريضة، تناولنا الكثير منها، وذهب معزبي للحساب، وأنا أنتظره، بينما أفرغ بقايا كأس المشروب الغازي في جوفي، مرت خمس دقائق ثم عشر ثم نصف ساعة، وتيقنت بأن السخيف قد شرد، رغم صعوبة تركيب هذا الفعل على شخصيته المريضة، دفعت «ثروة» بمقاييس طلاب تلك الأيام، وعدت بالتاكسي ذي الأطراف الذهبية واللوحة الخضراء إلى السكن.

حين التقينا ثانية، كان يبكي، ألم أقل لكم بأن لديه «إشوز»؟! الكثير من البكاء ورسالة جهزها ليقرأها لي، وهو يقول: أبي هو السبب! حسناً، لقد قابلت والدك مرات عدة، ولم يبدُ لي كمراهق يحب المقالب السخيفة! لا، الحقيقة أن أبي يكرر علي دائماً: إذا أردت أن تعرف صداقة الشخص الحقيقية فآذه بطريقة معينة، ثم انظر إلى ردة فعله، هنا رأى صديقي ــ الذي احتفظ بصداقته إلى اليوم للأسف ــ ردة فعلي وآرائي الحقيقية تجاهه، وتجاه أبيه وقبيلته، ومطعم البيتزا، والخان سائق التاكسي، حتى مارغريتا البائسة، أتذكر أنني نعتها بنعت يستوجب مائة جلدة!

أجتر قصة العشرين عاماً، وأنا أرى الكثير من ملامح جنة الاختلاف في المجتمع اليوم، فذاك الذي نسف أدمغتنا بالدعوة لحرية التعبير، يقاطعك ويصنفك كمنافق، حين تختلف معه في إحدى جزئيات الجزئيات، إن لم تكن نسخة كربونية مني فأنت عدوي، وآخر ينافح عن أن لا رهبانية في الدين طوال توافر خدمة الـ«واي فاي» في مقهاه، وحين تناقشه في قضية شبه دينية، يقول لك: «انته راعي شيشة لا تتدخل في الدين»! لم أفهم تنتقدون احتكار البعض للدين، وحين نحاول «الرز» بوجوهنا تذكروننا بأننا كمغازلجية وثرثرية وشيشية يجب ألا نتحدث بشيء! وبالطبع يخرج بعدها ما في قلوب المخالف تجاهك كصديق ضل الطريق، وما أصعب أن تكتشف ما في قلوب البعض، الذين كنت تحبهم بصدق، لمجرد خلاف فقهي أو سياسي أو إداري، أو حتى خلاف على أفضلية عزوز أو علي ثاني في الأيام الجميلة.

«ما صرّح الحوض عما في أسافله من راسب الطين إلا وهو مضطرب، أغضب صديقك تستعلم مودته، للسر نافذتان السّكر والغضب!».. صب!