أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

«من يهدم رموزه..!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 23-06-2015


هناك دول قامت على أيدي مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق، ورغم ذلك مازالت صورهم بهية وواثقة على عملات دولهم العالمية، رغم أن التاريخ سجل سواد صفحاتهم، السبب ليس سرّاً ولا لغزاً، لقد شكل هؤلاء قيمة «رمزية» لتاريخ بلدهم الحديث التكوين، والحفاظ على هذا الرمز مهم جداً، بغض النظر عن حقيقة الشخص أو أخطائه.

ستجد بالمثل في دولة مثل ألمانيا، التي يعتبر أواسط القرن الماضي فيها عصراً مظلماً وبوليسياً، إلا أنه مازال يفتخر ببعض رموزه العلمية والموسيقة والأدبية الروائية، بعيداً عن مسلكهم السياسي، لأنهم بعد أن أبدعوا في مجالاتهم أصبحوا رموزاً للوطن، والأمثلة كثيرة من الصين إلى اليابان إلى الهند التي مازال رمزها الأكبر الذي يفتخر به هو «غاندي»، بغض النظر عن الجوانب المظلمة أو غير الواضحة في سيرته! لماذا؟ لأنه رمز، وإهانته هي إهانة للأمة!

لهذا فمن حقي كمواطن بسيط في هذا الوطن العربي أن أضع آلاف الخطوط وعلامات الاستفهام حول الـ«موضة» الجديدة في عالمنا، التي ترى في وجوب تشريح حياة وخبايا وأسرار جميع رموز تاريخنا، بدءاً من صلاح الدين، مروراً بعلماء الحديث واللغة، وصولاً إلى القادة العسكريين العظام في الدولتين العباسية والأموية، وبالطبع هناك أصوات تريد تعميم هذا الأمر حتى على الرعيل الأول من الأصحاب، ولولا خوفهم من المجتمع لزاد سقف مطالباتهم، أو ربما قد زاد فعلاً.

لا أفهم ما الذي يكسبه باحث «مخلص لمعتقداته» بتكريس حياته بين الكتب والبحث في المتشابه منها والمدسوس لإثبات أن صلاح الدين كان انتهازياً مثلاً، وصلت إلى مبتغاك وهدمت صورته في أعين الناس! ثم ماذا؟ ما المطلوب إثباته؟! إننا أمة، لا يوجد فيها رجل يستحق قامته؟! أم أن الخطأ في النصوص التي تشوه جمالنا الحقيقي، لذا يجب القفز فوقها؟! أم ربما هي دعوة غير مباشرة لاستبدال رموزنا برموز مستوردة، كما نستورد أي شيء آخر، وبهذا نكون متعادلين في الرقي؟!

البعض يدخل في هذه الموجة بسوء نيّة أو بحسنها، فما ناله الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان، أحببته أم اختلفت معه، فتح علينا أبواباً لم تغلق إلى اليوم، وكسر حاجز الاحترام بيننا وبين رموزنا، إذا لم نرغب باحترامهم، لأنهم أصحاب «قدسية» أو «شفاعة» ولم تكن تعتبرهم «عدول» من الرجال، فلعلك تغض الطرف عن هوامش الكتب السوداء من ناحية «وطنية» يا أخي!

ألا تنادون بالوطنية على مدار الساعة؟! لنتفق أن هؤلاء يشكلون المادة الخام لتاريخنا أمام الآخر وأمام أنفسنا، فلنحترم تاريخنا، من أجلنا، ومن أجل منظرنا أمام الآخر، الذي أصبتم بالهوس به لدرجة إحراق جلودكم!

من يحرق رموزه، فإنما يخرب بيته بيديه!