قال زعيم "جبهة النصرة"، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، أبو محمد الجولاني: إن "أمريكا تريد جر إيران إلى حرب مع تنظيم القاعدة حتى يقاتلونا نيابة عنها"، مضيفاً: "إيران تهرب من مواجهتنا بجنودها وجيشها على الأرض حتى الآن، وتكتفي بالمليشيات".

وأضاف الجولاني، في ثاني حديث لبرنامج بلا حدود، بثته قناة الجزيرة القطرية مساء الأربعاء، والثالث الذي تنفرد به القناة واسعة الانتشار، أن "أمريكا أصيبت بالانكفاء بعد هزيمتها في أفغانستان والعراق ولم يعد لديها قدرة لإرسال الجيوش للخارج"، لذلك "طوعت إيران وأطلقت يدها في سوريا واليمن ولبنان والعراق".

وتابع الجولاني أن "الأمريكان فوجئوا بظهور تنظيم القاعدة في العراق، وهو ما خالف كل توقعاتهم ودراساتهم"، "إيران لم تسيطر على العراق ولكن الحقيقة هي أن أمريكا سلمت العراق لطهران".

وأفاد الجولاني في حديثه المتلفز، أن "إيران حركت المليشيات الشيعية والخبراء لتقاتلنا في سوريا، لكنها لم تدخل المعركة بجنودها حتى الآن"، مؤكداً أن "إيران تهرب من مواجهتنا بجنودها وجيشها على الأرض حتى الآن وتكتفي بالمليشيات".

وقال: إن "حزب الله والحوثيين ومليشيات الرافضة في العراق صنيعة إيرانية، بينما حافظ الأسد صنيعة فرنسية"، معتبراً أن علاقة إيران بالنظام في سوريا تختلف عن علاقتها بالمليشيات التي صنعتها وزرعتها في المنطقة.

وأكد الجولاني أن إيران لم ترسل بعد قوات برية إلى سوريا، مضيفاً أن معلوماته مما يعايشونه من القتلى والأسرى في أرض الميدان تؤكد أن إيران أرسلت خبراء ومرتزقة، لكن لم ترسل جنوداً.

وأضاف أن "التحالف الإيراني مع الأسد كان قائماً على نشر التشيع في سوريا".

ورأى الجولاني أن المنطقة العربية كانت مطمعاً للإمبراطورية الفارسية منذ آلاف السنين، ورغبة إيران بالسيطرة على المنطقة هي لتحقيق حلم قديم لديها، متخذة المذهب الشيعي الاثنا عشري مطية لذلك.

وذكر أن "مطامع إيران في الهيمنة على المنطقة بدأت منذ مقتل عمر بن الخطاب على يد أبي لؤلؤة المجوسي"، معتبراً أن إيران تريد أن تستعيد أمجاد الإمبراطورية الفارسية التي أنهاها ظهور الإسلام، وأن "حجة اليهود في احتلال فلسطين أنها أرض الميعاد هي نفس حجة الإيرانيين في استعادة أملاك الإمبراطورية الفارسية"، على حد قوله.

واعتبر الجولاني أن جبهته تعتبر "الإخوان المسلمين" جماعة "منحرفة"؛ لكونها رضيت بالرضوخ لما رآه "أوامر أمريكا" بدخول المعارك الانتخابية والرضى بالبرلمان.

وذكر الجولاني أن نسبة المقاتلين الأجانب في جبهة النصرة يبلغ 30%، من كل دول العالم، وهم لا ينازعون أهل الأرض ملكاً ولا حكماً، مضيفاً أنهم شاركوا بالقتال في الصفوف الأولى.

وقال زعيم النصرة، أن العلماء الذين نثق بهم أفتوا بأنّ جماعة تنظيم الدولة "خوارج"، وهم يكفروننا لكننا لا نكفرهم.

وأضاف أن "تنظيم الدولة أصبح يقتل كل من يشكل خطراً عليهم بذريعة قتل المصلحة"، مؤكداً أنهم قتلوا قادة في جبهة النصرة، بل قتلوا أطفالاً ونساء وعوائل قادة بالجبهة.

وشدد على أن "تنظيم الدولة يقوم بقطع الرؤوس والصلب لمقاتلي جبهة النصرة"، مضيفاً أن 700 من عناصر الجبهة قتلوا في قتال تنظيم الدولة في منطقة الشرقية بسوريا.

وتابع الجولاني: "نظام الأسد انتعش حينما وقع القتال بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة"، مؤكداً أن "الخلافة التي أعلنها "الدولة" غير شرعية ورفضها العلماء".

ونشرت الجزيرة ضمن مقابلتها، تقريراً مصوراً حصرياً لتدريبات مقاتلي تنظيم جبهة النصرة.