من هو رائف بدوي؟ ولماذا تقوم الحكومة السعودية بجلده علنا؟ كان من المتوقع أن يتم جلد بدوي خمسين جلدة اليوم بعد ان تم الحكم عليه بألف جلدة على عشرين اسبوعا، ولكن أُجل تنفيذ نوبة الجلد الثانية المقررة الجمعةلأسباب صحية.

ما هي جريمته ولماذا هذه العقوبة؟ فلماذا هذا الحكم المشدد؟

 رائف بدوي، 31 عاما، مدون سعودي أنشأ منتدى على الانترنت لتشجيع النقاش بشأن القضايا الدينية والسياسية في السعودية منذ 2008.

 -في 2012 القي القبض عليه في جدة بشأن اتهامات تتعلق بانتقاد موقعه لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال الدين السعوديين. و في 2013 تم الحكم عليه ولكنه استأنف الحكم وقامت محكمة الاستئناف بزيادة العقوبة التي حكم بها عليه.

 الجمعة الماضية جلد 50 جلدة في ميدان عام في جدة ومن المزمع تكرار ذلك في الاسابيع التسعة عشرة القادمة.  كان من المزمع أن يجلد الجمعة(16|1)، إلا أن منظمة العفو الدولية دونت تغريدة على تويتر تقول إن الجلد سيتم ارجاؤه لأسباب صحية.

 ما هي جريمته؟  

في بادئ الامر حكمت محكمة الجنايات في السعودية على بدوي بالسجن سبع سنوات و600 جلدة. وشددت محكمة الاستئناف الحكم على بدوي إلى ألف جلدة وعشر سنوات في السجن، رغم القاعدة القانونية التي تقول" لا يضار أحد باستئنافه". على أن يتم تنفيذ الجلد علنا، خمسين جلدة بعصا خشبية مرنة كل يوم جمعة على مدى 20 اسبوعا.

 وصفت الدكتورة مضاوي الرشيد الاستاذة في مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن للاقتصاد الحكم بأنه "مشدد"، و تعزو الرشيد الشدة المفرطة للحكم إلى المناخ السياسي في المملكة. وترى أن مشاركة السعودية في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية أغضبت المحافظين في السعودية والجلد العلني للدفاع عن الإسلام جاء لتهدئتهم، وفي الأسبوعين الأولين في 2015 أعدم تسعة اشخاص في السعودية، حسبما تقول الرشيد.

 ويقول زيد بلباجي، المستشار الإعلامي لحكومات في الشرق الإوسط، إن الحكم يتمشى مع القانون الجنائي السعودي ومع الشريعة التي يجري تطبيقها في السعودية. وقد أبدت الكثير من الآراء التي نشرت على شبكات الاتصال الاجتماعي في السعودية بعد تنفيذ الدفعة الأولى من الحكم على بدوي تأييدا للحكم وللعقوبة.

 ما هو رد فعل المجتمع الدولي؟

انتقد عدد من الحكومات الغربية، من بينها الولايات المتحدة وكندا والمانيا والنرويج، الحكم على بدوي، و يوم الأربعاء(14|1)  ناشد وزير الخارجية الكندي جون بيرد السعودية بتطبيق الرأفة في حقه. وقال بيرد في بيان "هذا الحكم انتهاك للكرامة الانسانية وحرية التعبير".

 وتقول إنصاف حيدر زوجة بدوي إن هذه الحكومات يمكنها القيام بالمزيد. وقالت " أريدها ان تطلب من الحكومة السعودية إطلاق سراحه لا أن يصدروا تصريحات إدانة".  أما  برنامج "نيوز نايت" في بي بي سي فيقول، "إنه يصعب على الحكومات الغربية انتقاد الحكومة السعوية علنا بسبب قيمة تعاقدات السلاح السعودية". وللسعودية رابع أكبر ميزانية عسكرية في العالم (وفقا لأرقام 2013) وتنفق جزءا كبيرا منها على السلاح من الولايات المتحدة واوروبا.

 ماذا سيحدث لاحقا؟

تصف زوجة بدوي الحكم بأنه "إجرامي" وتخشى ألا يمكنه تحمل ما تصفه بأنه "ليس التعذيب الجسدي ولكن النفسي أيضا".  ويشير على الأحمد الاكاديمي السعودي والاستاذ في معهد شؤون الخليج إلى وفاة الكثير من السجناء والمحتجزين في السعودية.

ويقول إن هذا العدد من الجلدات مع مرور الوقت قد يؤدي إلى إصابات والتهابات قد تؤدي إلى الوفاة، مع الأخذ في الاعتبار ضعف الشروط الصحية التي سيواجهها بدوي في السجون السعودية.

ولكن زيد بلجاجي يقول "إن الغرب ينسق عن كثب مع الحكومة السعودية وإن "ديبلوماسية الابواب الخلفية" ستعمل لصالح بدوي"، على حد قوله.