تزامنًا مع زيارة قائد الانقلاب العسكري الجنرال عبد الفتاح السيسي، لدولة الكويت والحديث عن العلاقات التاريخية المصرية الكويتية من وقوف مصر إلي جانب الكويت في معركة التحرير، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو فجر فيه الخبير العسكري الكويتي والنائب السابق بمجلس الأمة ناصر الدويلة، مفاجأة مدوية عندما أعلن أن "قوات الجيش المصري لم تحارب في معركة تحرير الكويت من الغزو العراقي، وأن شهداء الجيش المصري ماتوا على سبيل الخطأ بأيدي أنفسهم!".

لا تعولوا على السيسي في حرب

جاء ذلك في حوار له على برنامج "الدائرة" على قناة "سكوب" بالتليفزيون الكويتي في حلقة 29 ديسمبر 2014، تعليقًا علي العلاقات الكويتية المصرية والتعويل على الجنرال عبد الفتاح السيسي والآمال بالجيش المصري، قائلًا: "لا يشدون الضهر بالسيسي، الربع لا ينشد عليه سرج"– على حد قوله- "أي لا تعولوا عليه"– ونحن جربنا قدرات الجيش في عهد مبارك أيام الغزو– بعد سؤال المذيع: لماذا يتسرع بالحكم على السيسي وعلى قدرات العسكر المصري ونحن لم نجربهم بعد؟

وحكى الدويلة – ضابط الدروع بالجيش الكويتي سابقًا – شهادة القائد العسكري هيربرت شوارزكوف، وهو قائد العمليات الهجوم البرية والبحرية والجوية ضد العراق، والتي عرفت بعاصفة الصحراء– والتي تفيد بأن القوات المصرية لم تعبر ساعة الصفر وتلكأوا وعطلوا القوات الكويتية والسعودية 36 ساعة، بل عطلوا تقدم القوات السعودية والكويتية حتى ظننت – يقول تشوارسكوف– أن هناك أوامر لهم بعدم دخول الحرب، فسمحت للقوات السعودية والكويتية بالتقدم حتى تقدموا، وبعد الوصول لمنطقة الجهراء قالوا للمصريين تعالوا!.

 القوات المصرية لم تشترك في الحرب

كما أكد الدويلة أن المعركة بدأت يومي 24 و25، ولحقت القوات المصرية بنا فعليًا يوم 26، وكانت معظم القوات العراقية استسلمت.

 القوات المصرية قتلت نفسها

وعن الحديث عن شهداء الجيش المصري أكد الدويلة أنهم قتلوا على يد قوات الجيش المصري نفسه عن طريق الخطأ! في موقعين: الأول المهندسين الذين كانوا ينقبون عن الألغام قصفتهم المدفعية المصرية بالخطأ، والثاني في قصف مدفعية مصرية للأخرى أيضًا بالخطأ مما تسبب في وقوع 13 شهيدًا على يد القوات المصرية في بداية العبور.

بداية غزو الكويت

يذكر أن الغزو العراقي للكويت بدأ بهجوم شنه الجيش العراقي على الكويت في 2 أغسطس 1990، استغرقت العملية العسكرية يومين، وانتهت باستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية في 4 أغسطس.

وتشكل اتلاف عسكري مكون من 34 دولة ضد العراق لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بانسحاب القوات العراقية من الكويت دون قيد أو شرط، وبلغت نسبة الجنود الأمريكيين من الائتلاف العسكري نحو 74 % من العدد الإجمالي للجنود الذين تم حشدهم، وقد وصل العدد الإجمالي لجنود قوات الائتلاف إلى 959,600 جندي، وشاركت القوات السعودية والمصرية في الائتلاف، بعد أن صدرت سلسلة من قرارات مجلس الأمن والجامعة العربية وكانت أهمها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 678، والذي صدر في29  نوفمبر سنة1990 ، الذي حدد فيه تاريخ 15 يناير من سنة 1991موعدًا نهائيًا للعراق لسحب قواتها من الكويت، وإلا فإن قوات الائتلاف سوف "تستعمل كل الوسائل الضرورية لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي". ثم بدأت عملية تحرير الكويت في 17 يناير 1991، انتهت في 26 فبراير بنجاح عملية إخراج القوات العراقية ثم فرض عقوبات على العراق.

العسكر يجني المال بدماء أبناء الشعب 

وعن العائدات المالية التي جنتها مصر ونظام مبارك من المشاركة في هذه الحرب، قال الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، في تسجيلات صوتية منسوبة - بحسب اليوم السابع المصرية  نشرت في سبتمبر 2013 - أقر فيها بحجم المبالغ التي جناها نتاج مشاركة القوات المصرية في تحرير الكويت، قائلا: في حرب الخليج "اداني" الملك فهد 2 مليار ونصف مليار دولار، والكويت "إدوني" مليار و300 مليون دولار. "ده " غير 500 مليون دولار قالوا "اشتروا بيهم اللي انتوا عاوزينه وهاتولي الشيكات وأنا أدفعهم"– على حد قوله - إلى جانب ما نشر عن دفع الشيخ زايد رئيس الإمارات وقتها مبلغ 120 مليون دولار من الإمارات لمصر.

العسكر يستولي على وديعة حرب الكويت

والثابت في البنك المركزي المصري وديعة بـ 9 مليارات دولار تسمى (منحة الخليج)– ولكن قام المجلس العسكري الذي حكم مصر بعد الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي بفكها إلى 90 مليار جنيه عملة محلية وتحويلها لوزارة المالية – بحسب محافظ البنك هشام رامز - في حكومة الانقلاب لحل أزمة السيولة في ديسمبر 2013. 

 يذكر أن الكويت والسعودية والإمارات من أكبر الداعمين للانقلاب المصري وحكومته حتى اللحظة، بعد الإطاحة بأول رئيس شرعي منتخب  في 3 يوليو 2013.