الشرق الأوسط، المملكة المتحدة، روسيا، الصين... الأحداث السياسية قد تزعزع استقرار هذه المناطق وتؤثر على أسواقها المالية. هذا ما أكده اليستر نيوتن، كبير المحللين السياسيين في بنك "نومورا"، حيث قام هذا الخبير بتحديث قائمته لأكبر عشرة مخاطر يمكن أن تؤثر على السياسة والاقتصاد في العالم خلال عام 2015. وجاء ترتيب المخاطر من حيث الأهمية على النحو التالي:

1) الشرق الأوسط: مزيد من الاضطرابات وتأثيرها على النفط

المنتجون الأمريكيون للذهب الأسود قد يتعاملون بمرونة أكثر مع الانخفاض في أسعار النفط، وهو ما كان متوقعًا من المملكة العربية السعودية وشركائها. مع العلم بأن استمرار توافق هذه الدول مع زيادة العجز هو أمر على المحك (السعر الحالي للنفط لا يسمح لهم بتغطية ميزانيتهم). ويتوقع اليستر نيوتن أن تعقد منظمة أوبك اجتماعًا طارئًا قبل الاجتماع المقرر عقده في 5 يونيو 2015.

ويرى المتخصص في "بنك نومورا" أن المفاوضات بين إيران والغرب قد "تنهار أوائل 2015". ووفقًا له، فإن مجلس الشيوخ الأمريكي قد يصوت– غالبًا- لصالح فرض عقوبات جديدة ضد إيران.

الدولة الإسلامية في العراق يمكن أن توجه هجماتها إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، وخاصة في المملكة العربية السعودية. وفي ليبيا، من المرجح أن يختفي إنتاج الذهب الأسود في البلاد الذي يصل إلى (1 مليون برميل / يوميًا) بسبب الحرب هناك.

2) روسيا

زيادة الصعوبات الاقتصادية في روسيا يمكن أن تؤدي إلى وقوع اضطرابات سياسية. وفيما تواجه مناطق روسية عديدة ديونًا متزايدة، يمكن لمنطقة أو لأخرى أن تتفاقم ديونها أكثر وأكثر وتغرق في دوامة الأزمات المالية وتتسبب في إدخال البلاد في ركود عميق.

3) الانتخابات البريطانية

الانتخابات العامة المقررة في 7 مايو "هي الأكثر غموضًا منذ عام 1992 والتي لا يمكن التنبؤ بنتيجتها"، وفقًا لنيوتن. ومهما كانت نتائج الانتخابات، فإن ما بعدها ستكون فترة ارتباك قد تفضي إلى اضطرابات الأسواق المالية.

4) استقرار منطقة اليورو لا يزال مهددًا

 الانتخابات البرلمانية في اليونان تقترب من احتمال فوز حزب اليسار الراديكالي (سيريزا)، الذي يعارض خطة المساعدات التي قدمها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. لكن الخبير في "نومورا" يعتقد أن الخطر الرئيسي لمنطقة اليورو يأتي من أسبانيا التي يمكن أن تشهد أزمة دستورية بشأن كاتالونيا واستقلالها.

5) قوة البنك المركزي الأوروبي

البنك المركزي الأوروبي هل سنشهد استخدام أدواته بشكل أقوى أم يتم تحييده من قبل محكمة العدل الأوروبية؟ التحقيق الذي تجريه المحكمة العليا في مشروعية برنامج "التعاملات النقدية المباشرة"، وهو البرنامج الذي يسمح للبنك المركزي بشراء السندات التي تصدرها الدول الأعضاء، إذا كان الحكم هو رفض هذا النوع من التعامل، فسيجد البنك المركزي الأوروبي صعوبة في تنفيذ سياساته النقدية غير التقليدية، بما في ذلك سياسة "التخفيف الكمي".

6) الصين

من المتوقع أن يقوم القادة الصينيون بإجراء بعض الإصلاحات. لكن من المتوقع أيضًا أن تقابل هذه الإصلاحات كثيرًا من البيروقراطية التي تهيمن على المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية، وسيؤدي ذلك إلى عواقب مدمرة للاستقرار الاجتماعي، بحسب اليستر نيوتن.

7) اضطرابات اجتماعية

منذ ثمانية عشر شهرًا، تأثر على الأقل اقتصاد خمس عشرة دولة بطريقة أسفرت عن اضطرابات اجتماعية كبيرة. ووفقًا لبنك نومورا، فإن هناك عدة بلدان تواجه خطر هذه الاضطرابات اليوم، وهي: الأرجنتين والبرازيل وشيلي والصين وإيران ونيجيريا والأراضي الفلسطينية، وروسيا، والمملكة العربية السعودية وفنزويلا.

8) باكستان

قد تشهد البلاد عددًا من الهجمات الإرهابية وتوترًا في علاقاتها مع جيرانها (إيران والهند). ويخشى البعض من وقوع انقلاب عسكري هناك.

9) اليابان

هناك تساؤلات حول قدرة رئيس الوزراء "شينزو آبي"، على تنفيذ إصلاحاته الاقتصادية في الوقت الذي يعاني فيه من الضعف السياسي (عن طريق قراره بإعادة تشغيل محطات الطاقة النووية.. وغيرها). ومع ذلك، فإن إجراء انتخابات مبكرة في 14 ديسمبر الجاري، يبدو أنها أكدت قيادته للبلاد وتدفعه قدمًا نحو تلك الإصلاحات.

10) الحدود البحرية

تمتلك الصين علاقات معقدة مع كل من اليابان وفيتنام والفلبين بشأن الحدود البحرية لكل منهم. وتصاعد التوتر مع واحدة أو أكثر من هذه الدول سيمثل خطرًا على استقرار المنطقة كلها. وقد يتفاقم الوضع أكثر بعد استعادة الجمهوريين السيطرة على مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة. حيث يمكن أن يضغطوا لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في تلك المنطقة.