استنكر مركز "الخليج" لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، إقدام الأجهزة الأمنية في أبوظبي على اعتقال نجليّ معتقل الرأي الدكتور محمد الركن، وإخفائهما قسراً منذ أكثر من شهرين، في الوقت الذي دعا إلى الإفراج عن جميع معتقلي الرأي في سجون أبوظبي.

وأكد المركز في بيان له أن جهاز أمن الدولة الإماراتي سيئ السمعة يحتجز راشد محمد الركن وسالم محمد الركن، منذ أكثر من شهرين، في أحد سجونه السرية.

ولفت إلى أنه لم ُيسمح لهما بالتواصل مع عائلتهما أو محاميهما، ويُحتجزان بمعزل عن العالم الخارجي، حيث لا تتوافر أي معلومات عن مكان وجودهما أو سبب اعتقالهما.

وأكدت الناشطة عواطف الريس، زوجة معتقل الرأي والمدافع البارز عن حقوق الإنسان عبد السلام درويش المرزوقي، في 9 يونيو الجاري، اعتقالهما في منشورٍ لها كتبته على حسابها بموقع إكس، قالت فيه أيضاً إن أسرتهما لم تتلق أي اتصال من الابنين سوى مكالمة قصيرة خلال عيد الفطر الماضي.

استهداف العائلات

وفي 16 يوليو 2012، اعتقل جهاز أمن الدولة راشد وصهره، المدافع عن حقوق الإنسان عبدالله الهاجري، الذي كان رئيساً للهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الإمارات وقت الاعتقال.

كما اعتقل ضباط من جهاز أمن الدولة الدكتور محمد الركن في الساعة الواحدة والنصف من صباح يوم 17 يوليو 2012، حيث حاصروا سيارته بعشر سيارات سوداء في أحد شوارع دبي، بينما كان في طريقه إلى مركز شرطة دبي للإبلاغ عن اختفاء ابنه راشد وصهره الهاجري، قبل خمس ساعات.

وكان المركز عن نشر في تقريرٍ له في 05 مارس الماضي، تفاصيل الاختفاء القسري والتعذيب الذي تعرض له المواطنون الثلاثة الأبرياء.

وفي 2 يوليو 2013، برأت المحكمة الاتحادية العليا راشد من التهم المنسوبة إليه، وحكمت على الهاجري بالسجن سبع سنوات في ختام محاكمة الإمارات 94 الجماعية الجائرة، لتنتهي محكومية الهاجري في 16 يوليو 2019.

أما الدكتور محمد الركن، فقد حُكم عليه بالسجن عشر سنوات، تليها ثلاث سنوات تحت المراقبة. انتهت مدة عقوبته في 17 يوليو 2022.

وفي 10 يوليو 2024، وخلال محاكمة مجموعة الإمارات 84، كان المدافعون البارزون عن حقوق الإنسان، الدكتور محمد الركن، عبد السلام درويش المرزوقي، سلطان بن كايد القاسمي، الدكتور محمد المنصوري، والشيخ محمد عبد الرزاق الصديق من بين 43 شخصاً حُكم عليهم بالسجن المؤبد، والذي يعادل 25 عاماً في السجن، "لجريمة إنشاء وتأسيس وإدارة لجنة العدالة والكرامة، "بهدف ارتكاب أعمال إرهابية على أرض الدولة،" وفق مزاعم نشرتها وكالة أنباء الإمارات (وام).

والدكتور الركن والدكتور المنصوري كلاهما محاميان في مجال حقوق الإنسان. وجميع الخمسة محتجزون حالياً في سجن الرزين بعد انتهاء مدة عقوبتهم.

وأدان مركز الخليج لحقوق الإنسان بأشد العبارات اعتقال راشد الركن وسالم الركن، والذي أكد أنه جاء في إطار سياسة قمع ممنهجة وعقوبات شاملة تنتهجها أبوظبي منذ عام ٢٠١١، بما في ذلك استهداف عائلات سجناء الرأي، ومصادرة ممتلكاتهم، وسحب جنسيتهم، وحرمانهم من حقوقهم المدنية.

ودعا المركز السلطات الإماراتية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الدكتور محمد الركن وابنيه راشد وسالم، وجميع سجناء الرأي الآخرين.

كما شدد في ختام بيانه، على ضرورة نقل راشد وسالم، أثناء احتجازهما، إلى سجن عام، وتمكينهما من الاتصال بمحاميهما وعائلاتهما، وتوفير الرعاية الطبية لهما، وفقاً لقواعد نيلسون مانديلا للأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً:

استمرار الانتهاكات.. اختفاء قسري لابني الدكتور محمد الركن في سجون أبوظبي منذ شهرين