أحدث الأخبار
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد
  • 01:50 . عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران... المزيد
  • 01:47 . دبي.. السكان يشتكون من تأجير المواقف وفرض غرامات "غير قانونية"... المزيد
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد
  • 11:52 . الرئيس السوري يتقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد

صحوة متأخرة للضمير الأوروبي

مفتاح شعيب
الخليج – الإمارات 71 الكـاتب : مفتاح شعيب
تاريخ الخبر: 21-05-2025

بعد نحو ثمانية عشر شهراً من حرب "إسرائيل" الوحشية على قطاع غزة، بدأ الضمير الأوروبي الرسمي ينتبه إلى حجم جريمة تقع بحق الإنسانية ومستوى معاناة لا يطاق يكابده أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين تحت القصف والتجويع، بلا غذاء أو ماء أو دواء أو مكان آمن يلجؤون إليه.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا وزراء بريطانيا كير ستارمر وكندا مارك كارني، قالوا، في بيان مشترك، إنهم لن يقفوا "مكتوفي الأيدي" إزاء "الأفعال المشينة" في غزة، وإنهم "مصممون على الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار حل الدولتين".

ورغم أن هذا الموقف تأخّر كثيراً وجاء بعد فوات الأوان بالنظر إلى التدمير الشامل الذي أصاب القطاع الفلسطيني المجوّع، فإنه يعدّ متقدماً سياسياً، ووجّه صفعة قوية لـ"إسرائيل" التي ما زالت تتوهم أنها فوق القانون والشرعية الدولية، بينما هي في الواقع تخسر الكثير وستدفع سياسياً واستراتيجياً ثمن كل ما ارتكبته من قتل للمدنيين الأبرياء، ولا سيما النساء والأطفال، ممن لا حول لهم ولا قوة. وبداية الخسارة تتجلى في الغرب الذي بدأ ينبذ "إسرائيل" ويتبرأ من أفعالها وسياساتها، وتترجمه انتفاضة وعي غير مسبوقة تهز المجتمعات الأوروبية، وتلتقي حولها أغلب القوى السياسية من أقصى اليسار إلى اليمين المتطرف، وهذا الإجماع نادر في أوروبا إزاء قضية دولية، ولكن فظاعة القاتل تصيب الضمير الإنساني في مقتل، ولا تترك أمامه من خيار سوى التحرك الحازم لردع المجرم وإنصاف الضحية.

النخب السياسية الأوروبية، المعروفة بانقساماتها التاريخية حيال الأزمات المختلفة مثلما هو الحال في أوكرانيا، تتقارب مواقفها نسبياً لمواجهة سياسة الغطرسة الإسرائيلية، وشهدت عواصم عدة مسيرات غير مألوفة للمطالبة بوقف الحرب على غزة، وأطلقت شخصيات سياسية عديدة مواقف ستحتفظ بها الذاكرة، وشهد البرلمان الأوروبي وبرلمانات بلجيكا وفرنسا وإسبانيا مطالبات بالتدخل لإنقاذ الفلسطينيين وفرض عقوبات على "إسرائيل".

وللمرة الأولى منذ تسليمها فلسطين عام 1948، رفعت بريطانيا صوتها ضد تل أبيب، وباشرت بفرض عقوبات، وعلقت مفاوضات للتجارة الحرة معها، وتوعّدت بإجراءات أشد، وأعلنت التنسيق مع شركائها للاعتراف بالدولة بالفلسطينية. وبموازاة ذلك، كسرت وسائل إعلام غربية "خطوطاً حمراء" كانت تسود منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وصبّت جام انتقاداتها على "إسرائيل"، وأطلقت دعوات إلى ملاحقة قادتها الضالعين في إبادة غزة، وجرّهم إلى القضاء الدولي ليحاسبوا على ما اقترفوا من جرائم.

صحوة الضمير الأوروبي والغربي عموماً مطلوبة في هذا التوقيت، وإن جاءت متأخرة، وربما تكون مقدّمة للتكفير عن أخطاء لا تغتفر ارتكبتها قوى كبرى بدعمها المطلق لـ"إسرائيل"، وجحودها للحق الفلسطيني على مدى 77 عاماً. وربما يشكّل هذا الانزياح في المواقف مرحلة جديدة من التعامل مع القضية الفلسطينية، رغم اليقين بأنه ليس من الحكمة الإفراط في التفاؤل، وتعليق آمال واسعة على حدوث شيء خارق.

أما النتيجة الإيجابية الكبرى، فإن تداعيات الحملة الأوروبية ستكون كبيرة في المستقبل، لأن الوعي هناك ليس ضعيف الذاكرة كغيره، وإنما سيحتفظ بكل ما جرى في غزة وسيبني عليه سياسات مستقبلية ستُلحق بـ"إسرائيل" ضرراً قد لا تحتسبه اليوم، ولكنها ستعاني من تداعياته في مقبل الأيام.